شعبية الانتقالي في الجنوب سد منيع أمام إرهاب مليشيات الشرعية
رأي المشهد العربي
في جميع الدعوات التي وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي لـ "أبناء الجنوب" طلباً للدعم والعون في مواجهة إرهاب مليشيات الشرعية لم يتأخر أي جنوبي عن تلبية النداء، بل كانوا سداً منيعاً أمام محاولات مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، والتي سعت لأن يكون جرائمها من دون اعتراض شعبي يفضح ممارساتها.
الملايين التي نزلت في الشوارع في أثناء الهبة الشعبية الجنوبية مطلع الشهر الماضي، أسست لأن يكون هناك ممثل عن القضية الجنوبية يمكن التحاور معه للتعرف على مطالب أبناء الجنوب، ولعل ذلك كان دافعاً للمملكة العربية السعودية لأن توجه دعوة الحوار إلى المجلس الانتقالي الجنوبي مع الشرعية في جدة.
وشكل الدعم الشعبي الذي جاء بالملايين من أبناء الجنوب في ساحة العروض بخورمكسر قبل أسبوعين دعامة أساسية للمجلس الانتقالي الذي أتخذ قراراً شجاعاً بالاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، بل أن وجود المجلس في الرياض وفي الظهر منه الملايين من المواطنين الذين خرجوا عن بكرة أبيهم إلى الساحات أحرج الشرعية وجعلها تهرب من المواجهة.
مليشيات الشرعية الإخوانية أدركت أنها الطرف الضعيف سواء كان ذلك بسبب الخسائر التي تلقتها في ذلك التوقيت بـ عدن وأبين وشبوة، أو بسبب الشعبية الجارفة للمجلس الانتقالي في محافظات الجنوب، وأدركت أنه لا مكان لها بين أبناء الجنوب البواسل، وبالتالي كان قرارها بالانتحار عسكرياً والدخول في معارك تطيل أمد بقاء سيطرتها على بعض المواقع أطول فترة ممكنة.
المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن كغيره من القوى السياسية التي تستغل الشعبية لتحقيق مكاسب ضيقة له، لكنه يوظف شعبيته من أجل قضية الجنوب التي بحاجة لتكاتف جميع أبنائها وظهورهم أمام العالم أجمع ككتلة واحدة في مواجهة إرهاب الشرعية، وهي رسالة يحرص المجلس على توصيلها عبر المليونيات التي يدعوا إليها.
أمس الاثنين دعا المجلس الانتقالي إلى مليونية "الوفاء" يوم الخميس القادم، الحشد الجنوبي هذه المرة هدفه بالأساس مواجهة قصف مليشيات الشرعية باتجاه التحالف العربي والتي حاولت على مدار الأيام الماضية الوقيعة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية واتخذت في سبيلها لذلك توجيه الاتهامات الكيدية والكاذبة لدولة الإمارات ومحاولة تحميلها مسؤولية جرائمها بالرغم من أنها أول من دعمت أبناء الجنوب لتحرير المحافظات من الميليشيات الحوثية.
الوفاء لدولة الإمارات العربية المتحدة مطلوب في هذا التوقيت ليس فقط من أجل التأكيد على متانة العلاقة بين أبناء الجنوب ودولة الإمارات، لكن في الوقت ذاته فإن الحشد يشكل دفاعاً حصيناً عن التحالف العربي الذي تعد دولة الإمارات في القلب منه.