الأمم المتحدة وحوار جدة.. تأييدٌ دولي يُجهض مؤامرة الإخوان ضد الجنوب
من جديد، صُعِقت مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر بموقف دولي دعا إلى الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بعدما حاولت المليشيات المسيطرة على حكومة الشرعية إجهاضه بشتى الطرق.
المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أعلن عن دعمه للدعوة التي وجهتها السعودية لاجتماعات في مدينة جدة تستهدف حل التوتر الراهن في الجنوب عبر الحوار، وذلك بعدما شنّت مليشيا الإخوان المنضوية تحت لواء الشرعية عدوانها المروّع.
تصريحات جريفيث جاءت على حسابه بموقع "تويتر"، عقب لقائه بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمّان، حيث جدّد دعمه للمبادرة ووصف اجتماعه بالصفدي بـ"المثمر"، وأوضح أنه "ممتن للغاية على الالتزام المثمر للأردن تجاه آفاق السلام في اليمن".
تصريح جريفيث "اللافت" تزامن مع وصول رئيس المجلس الانتقالي القائد الرئيس عيدروس الزبيدي وأعضاء المجلس إلى مدينة جدة لحضور الاجتماعات التي دعت إليها المملكة، وهو تحرُّك محمود لطالما حاولت المليشيات الإخوانية إجهاضه بسبلٍ شتى من أجل تحقيق مصالحها.
ذهاب وفد المجلس الانتقالي إلى السعودية هو الثاني خلال فترة أسبوعين فقط، بعدما كان قد سافر في أغسطس الماضي لكنّه لم يتم الحوار مع حكومة الشرعية التي لم تحضر للاجتماعات إعلاناً منها لرفض هذه الخطوة.
ويمثّل تأييد المجتمع الدولي لحل الأزمة عبر الحوار تعبيراً عن إدراك حقوق الجنوب المشروعة في تأمين أرضه مع إرهاب المليشيات الإخوانية، التي حاولت تصوير الأمور على غير حقيقتها من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما أحدث حالة نفور دولي من هذا الفصيل المخترِق لحكومة الشرعية.
وتجلّى هذا النفور أيضاً في الفترة الأخيرة، في تعاطي المجتمع الدولي مع ياسة العويل التي أدمنها الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، حيث اتضح هذا التغيير مثلاً في لهجة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ودعوته لحكومة الشرعية بأن تلجأ للحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي لحل الأزمة الراهن، ما يبرهن على أنّ الجنوب بات رقماً أساسياً في معادلة الحل المقبلة، وأنّه لا تنازل عن استعادة دولته وتحريرها من براثن الإرهاب المتلفح بغطاء الشرعية.
وقبل أيام، قال الخبير الأمريكي البارز تيودور كاراسيك كبير الباحثين في معهد "جولف ستيت أنالاتيكس" إنَّ التغيُّر اللافت في تصريحات بومبيو تعكس حالة سأم لدى المجتمع الدولي من استمرار التعويل على حكومة هادي، حيث يطول أمد الحرب دون أن يتغير الواقع.
وأضاف: "التغيير بتصريحات الوزير الأمريكي لافت، فضلًا عن أنّه جاء بعد تسليط الضوء على صلات حكومة هادي بجماعات متطرفة، لن يدعمها المجتمع الدولي بطبيعة الحال".
وتابع: "المجتمع الدولي رفض تنظيم الإخوان في أكثر من دولة بالمنطقة لأنّهم كانوا أداة لبث الفوضى وانتشار الإرهاب، وحين يفكر العالم بمعضلة سيطرة حزب الإصلاح الإخواني على حكومة الشرعية في اليمن وصعوبة إمكانية التخلُّص من سطوة الحزب مستقبلاً تتخوف الدول من المضي قدمًا بإعطاء الشرعية لهادي، وهكذا أدت الأحداث الأخيرة إلى تصريحات بومبيو غير المسبوقة".