اجتماعات جدة الحاسمة.. ضغوط دولية تحشر الإصلاح في المربع الضيق
الجمعة 6 سبتمبر 2019 00:46:31
في الوقت الذي أبدى فيه المجلس الانتقالي الجنوبي حنكة سياسية هائلة بعد موافقته على اجتماعات جدة للبحث عن حل سياسي بعد التوترات الأخيرة، برهن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يسيطر على مفاصل حكومة الشرعية على خبْث نواياه محاوِلاً عرقلة إتمام هذا الحوار.
مصادر سياسية كشفت في هذا السياق، أنَّ الحوار الذي ترعاه الرياض، يحظى بدعم سياسي دولي من الدول الراعية للسلام في اليمن ودول الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات.
وأشارت المصادر في حديثٍ لصحيفة "العرب" الدولية، إلى ضغوطٍ تمارسها واشنطن ولندن لإنجاح حوار جدة الثنائي الذي يعتبره المجتمع الدولي مقدمة لتسوية أوسع في الملف اليمني.
جزءٌ من الضغط تمثّل - بحسب المصادر - في رفض الطلب الذي تقدمت به حكومة الشرعية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المواجهات التي شهدها الجنوب خلال الأيام الماضية.
الرفض الدولي تزامن مع إشارات واضحة أطلقتها واشنطن عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي دعا الحكومة والمجلس الانتقالي للجلوس على طاولة الحوار، كما جاءت مواقف رئاسة مجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث في ذات السياق.
ويعمل حزب الإصلاح قدر المستطاع على إفشال هذه الاجتماعات لتأزيم الموقف في وقتٍ لبّى فيه المجلس الانتقالي الجنوبي دعوة الرياض على الفور، وبرهن على حرصه على عدم تفاقم الأوضاع أكثر.
أحد أبرز ممثلي "الإصلاح" في حكومة الشرعية، وهو وزير الداخلية أحمد الميسيري رفض أي حوار مع الانتقالي وطالب فقط بالحوار مع الإمارات، في خطوة قال مراقبون، بحسب صحيفة العرب، إنّ هدفها إفشال جلسة الحوار التي ترعاها السعودية، والتي تعمل ما في وسعها لإعادة ترتيب الأوضاع للتركيز على مواجهة حاسمة ضد المليشيات الحوثية.
تصريحات الميسري هدفت بالأساس إلى الحفاظ على منسوب التوتر بين فرقاء الأزمة وجر المجلس الانتقالي إلى إطلاق تصريحات تصعيدية تربك خطة السعودية الهادفة إلى التهدئة وخلق مناخ إيجابي يساعد على فتح حوار مركز على أسس جامعة وعادلة، تقوم على كسر احتكار حزب الإصلاح وسيطرته على حكومة الشرعية.