سهام مليونية الوفاء تصيب هدفها في قلب إيران
رأي المشهد العربي
لدى أبناء الجنوب قدرة على أن يجبرون العالم للنظر إليهم سواء تعلق الأمر بالتضحيات التي قدموها على مدار الأعوام الماضية في مواجهة المليشيات الحوثية وتطهير محافظات الجنوب من الإرهاب، أو على مستوى ثباتهم على مواقفهم القوية من استعادة دولتهم، ونهاية بقدرتهم على توصيل رسائل سياسية قوية بفعل القدرة الفائقة على تنظيم الفعاليات الاحتجاجية السلمية.
حينما وجه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي دعوته لأبناء الجنوب للمشاركة في مليونية "الوفاء"، كان الهدف الأساسي هو تقديم الشكر والعرفان لما قدمته دول التحالف العربي إلى شعب الجنوب خلال السنوات الماضية، غير أن رسائل التظاهرة التي غلب عليها الرغبة في السلام والاستقرار أصابت أهدافاً أبعد في قلب إيران.
منذ أن بدأ إجرام الإصلاح في الجنوب انتشت طهران التي توجه تلك الجرائم عن بعد من خلال خادمتها قطر الممول الأساسي للتنظيم الإرهابي، وبالتالي فجميع المحاولات التي جرت للوقيعة بين دول التحالف العربي كانت بالأساس هدفاً إيرانياً تتبناه قطر ومليشيات الإصلاح الإرهابية، وهو ما يوضح حالة الحشد الإصلاحية غير المسبوقة إعلامياً وعسكرياً، وهو حشد بتمويل قطري إيراني.
كانت تعول طهران على تفتيت دول التحالف عبر مليشيات الإصلاح الإرهابية المهيمنة على الشرعية، ووجدت في قطر وقيادات الشرعية الخائنين الفرصة السانحة للإقدام على جرمها، ما جعل تركيز أبواق قطر ووزراء الشرعية ينصب بالأساس على توجيه الانتقادات والتمادي في التجاوزات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحاولة التقرب من المملكة العربية السعودية كأحد الوسائل التي من الممكن أن تؤدي إلى تحقيق الهدف الأكبر.
غير أن التحالف الثلاثي بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي أفشل تلك المخططات، وجرى ذلك عبر عدة خطوات، كان على رأسها، عدم انخراط المجلس الانتقالي الجنوبي في الرد على أي من مهاترات الشرعية وكانت تنتظر ردود مقابلة تزيد الأمور تعقيداً.
بالإضافة إلى المواقف الواضحة من دول التحالف التي أكدت مراراً وتكراراً على وحدة المصير المشترك والتأكيد على أن السعودية والإمارات لهما نفس الأهداف وهو مجابهة الخطر الإيراني والقضاء على الإرهاب، وتوالت الزيارات والتصريحات الرسمية ما بين الطرفين وهو ما أخمد فتنة حاولت قطر بإيعاز إيراني أن تتصاعد بحيث لا يمكن السيطرة عليها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن المملكة العربية السعودية أدركت ذلك المخطط جيداً ووضح ذلك في تصريحات السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، اليوم الجمعة والذي شدد على "أن المملكة تقدر تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في كل الجبهات".
تصريحات السفير السعودي التي جاءت في أعقاب مليونية الوفاء تبرهن على أن سهام مئات الآلاف من أبناء الجنوب أصابت قلب إيران والتي لم تتوقف عن محاولاتها البائسة لإفشال التحالف العربي والذي وقف سداً منيعاً أمام تمدد مشروعها في اليمن.