قوة حوثية أم خيانة الشرعية.. لماذا تأخّر حسم التحالف العربي للحرب؟
تكشف التطورات الأخيرة الكم الكبير من الأضرار التي لحقت بالتحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية الانقلابية، جرّاء تواطؤ كبير من قِبل حكومة الشرعية التي غيّرت من مسار بوصلة المعركة.
في ربيع 2015، عندما تدخّل التحالف العربي لمكافحة الإرهاب الحوثي في اليمن بعد عام من بدء الانقلاب، كانت المتوقع والمنتظر أن ينتهي الأمر بحسم عسكري سريع يقضي على المخاطر التي نجمت عن حرب الانقلابيين، لكنّ الحسم تأخر بشكل كبير.
لا يرجع هذا التأخُّر إلى قوة تسليح حوثية، فالانقلابيون ليسوا إلا فصيلاً مليشياوياً يمكن القضاء عليه حال مع تحجيم مصادر تسليحه على الفور، سواء من خلال قطع الطريق ميدانياً عن وصول هذه الأسلحة لمعسكراته أو تحرُّك دولي حاسم يوقف هذا الدعم.
جزءٌ رئيسٌ من العبث الراهن في تأخير الحسم العسكري أمام الحوثيين تتحمّل مسؤوليته حكومة الشرعية، فهذا المعسكر الذي تمكّن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي من السيطرة على مفاصله، تعمّد تأخير الحسم بغية مصالحه وتقوية نفوذه، والاستفادة مالياً وسياسياً من الوضع الراهن.
حكومة الشرعية أغفلت مواجهة الحوثي، ولم تعد الحرب على المليشيات الانقلابية مدرجةً على أجنداتها السياسية والعسكرية والإعلامية، مقابل تزايد وتيرة التآمر على الجنوب، الذي أخذ في التصاعد خلال الفترة الماضية.
"انبطاح" مليشيا الشرعية أمام الحوثيين، بحسب توصيف العديد من الخبراء والمحللين، أمرٌ لا يثير الاستغراب، وليس بالأمر الجديد، فبعد أن تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على حكومة الشرعية، عمد إلى تجميد العديد من الجبهات أمام الحوثيين، كما سلّم المليشيات مناطق استراتيجية.
أسفرت هذه "الخيانات" من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية عن تعطُّل الحسم العسكري أمام المليشيات الحوثية، وهو أمر كبّد التحالف العربي مزيداً من الكلفة في الحرب الراهنة أمام الانقلابيين.