من الحوثي إلى الشرعية.. نشكركم على حسن تعاونكم معنا
رأي المشهد العربي
عندما يتأمل قادة المليشيات الحوثية في مجريات الأمور، سيدركون جلياً حجم الخدمات التي قدّمتها لهم حكومة الشرعية على مدى سنوات، منحت الانقلابيين وضعاً ربما لم يكن يتخيّلونه في أسعد أحلامهم.
زجّ الحوثيون باليمن في أتون أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل ولم يرَ العالم مثلها، ارتكبوا خلالها الكثير والكثير من الجرائم الإنسانية دفع ثمنها ملايين المدنيين، لكن المليشيات لم تكن لترتكب كل هذا بدون مساعدة من قِبل حكومة الشرعية التي سيطر عليها حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية.
"إخوان الشرعية" عزّزوا من تقاربهم من المليشيات، وجمَّدوا الكثير من الجبهات وسلَّموا الحوثيين مواقع استراتيجية أيضاً، ساهمت في تقوية موقف الانقلابيين على الصعيد الميداني، وهو ما كبّد التحالف العربي ثمن تأخُّر حسم الحرب.
وتمكّن حزب الإصلاح من السيطرة على مفاصل الشرعية،حتى بات متحكّماً في صناعة القرار، على النحوالذي يخدم مصالحه ويحقق مطامعه نحو مصادرة السلطة.
استطاع "الإصلاح" أن يُحرِّف مسار الحرب بشكل كبير، وأصبحت الحرب على الحوثيين غائبة عن أولويات حكومة الشرعية، على الرغم من أن تدخّل التحالف العربي كان هدفه الأساسي هو مكافحة إرهاب الانقلابيين.
الغدر الإخواني بالتحالف من خلال تعزيز التقارب مع المليشيات الحوثية لم يكن ثنائياً، بل لعب "الثالوث الشرير" (قطر وإيران وتركيا) دوراً رئيسياً في تنسيق هذه العلاقات المريبة، وذلك ضمن سيناريوهات إقليمية في شرق أوسط تتداخل خيوطه وتتشابك أزماته وتعديلاته.