تجنيد الأطفال جريمة مشتركة بين الإصلاح والحوثي في اليمن
يقع الأطفال ضحية للمليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تسعى لاستخدامهم كوقود في المعارك التي يخوضونها، ويتجلى ذلك واضحا في اليمن بفعل التجنيد المستمر من قبل المليشيات الحوثية للأطفال، وانتقل الأمر إلى مليشيات الإصلاح التي تهيمن على الشرعية مؤخراً، بعد أن تلقت هي الأخرى هزائم عدة على يد القوات الجنوبية.
ودفعت مليشيات الشرعية بكل ثقلها للإقدام على ارتكاب جرائم إرهابية بحق أبناء الجنوب، فبدأت بعمليات الحشد والتجييش في مأرب، ثم انتقل الأمر إلى تعز، غير أنها واجهت مشكلات جمة بسبب عدم الاستجابة لها، في ظل إدراك الجميع أنها تخوض معارك خاسرة أمام أبناء الجنوب الذين يؤمنون بقضيتهم العادلة.
وقبل أيام أعترف صحفي موالي للشرعية بعجز القوات التي حشدتها المليشيات من مأرب عن تأمين مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة والتي لا تتجاوز مساحتها 20 كيلو، وقال الصحفي عدي بن سريع: "قرابة اسبوع منذ سيطرة الشرعية على مدينة عتق ولازالت الحشود والجيوش الكبيرة عاجزة عن تأمين مدينة صغيرة لا تتجاوز 20 كيلو.
ولعل ذلك كان دافعاً لاستغلال حكومة الشرعية استغلال حاجة بعض الأسر للأموال وتعمل على تجنيد أبنائهم في صفوفها مقابل الحصول على تلك الأموال.
وأشارت مصادر محلية إلى أن حكومة الشرعية أطلقت دعوات لتجنيد دفعات جديدة تحت مسمى "إلحاقهم بالجيش والأمن مقابل دفع أموال لأسر المجندين الجدد"، وأوضحت المصادر أن الهدف من تلك الدعوات هو تجنيد 5 آلاف جندي من مدينة عتق وتحديداً من الأسر الفقيرة من أبناء المحافظات الشمالية.
ولم يكن التجنيد هي الجريمة الوحيدة التي يقدم الإصلاح على ارتكابها بحق الأطفال، إذ كشفت منظّمة العفو الدوليّة، في تقرير لها، في شهر مارس الماضي، عن تعرض أطفالاً في اليمن لعمليات اغتصاب في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، على يد عناصر من مليشيات تابعة لحزب الإصلاح.
وأكدت العفو الدولية أن بحثاً أجرته المنظمة مؤخراً، ونشرته على موقعها الإلكتروني، وثّق اغتصاب ثلاثة صبية تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً ومحاولة الاعتداء الجنسي على رابع يبلغ 12 عاماً في مدينة تعز التي تُسيطر عليها، وتُحاصرها مليشيا الحوثي.
وقالت المنظمة، إن أُسر أربعة من الصبية أبلغت فرق منظّمة العفو بأنّ أبناءها تعرّضوا للاعتداء خلال العام الماضي، خصوصاً داخل مسجد، مشيرةً إلى أن أسر هؤلاء الصبية أبلغت إدارة التحقيقات الجنائيّة في تعز بتلك الاعتداءات، لكنّ السلطات المحلّية لم تتّخذ أيّ إجراء قانوني.
وتتلاقى جرائم الإصلاح مع المليشيات الحوثية، وكشفت إحصائية حديثة عن تجنيد مليشيا الحوثي الانقلابية، نحو 2500 طفل دون سن الـ15، خلال النصف الأول من العام الجاري، وتوزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر في العمليات القتالية، معظمهم من: صنعاء وذمار وعمران والمحويت وحجة، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل.
وأشارت تقارير أممية، سابقا، إلى تجنيد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران نحو 9 آلاف طفل يمني في حربها على السلطة الشرعية خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب، التي أشعلتها المليشيات، وانقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.
غير أن تقارير منظمات الرصد المحلية في اليمن تشير إلى أضعاف هذا الرقم، وتؤكد أن عدد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي يناهز 25 ألف طفل على أقل تقدير.
وتواصل مليشيا الحوثي بوتيرة عالية، عمليات تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، عبر اختطافهم من دور الأيتام والمدارس، والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسال أبنائهم إلى المعارك، في خطوة اعتبرها مراقبون "جرائم حرب"، وتخالف كل القوانين الدولية الخاصة بالطفل، على حد قولهم.