التعليم في زمن الحوثي.. قصف عقول وتدمير مستقبل

الأحد 8 سبتمبر 2019 21:46:29
التعليم في زمن الحوثي.. قصف عقول وتدمير مستقبل

تمر العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بأوضاع مروّعة، في ظل تصاعد الانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون ضد المعلمين.

العام الدراسي الجديد استقبله المعلمون بإجراءات تعسُّف وإقصاء من قِبل المليشيات، حيث كشفت مصادر مطلعة عن قيام الحوثيين بإقصاء أكثر من 15 مدرسة و60 معلماً ومعلمة من وظائفهم في صنعاء وإب.

الكثير من المعلمين كشفوا أنّه بسبب رفضهم لتوجيهات المليشيات للانخراط والقبول بمعتقداتهم وأفكارهم الطائفية تم إقصاؤهم من وظائفهم واستبدالهم بمعلمين موالين لهم، لتنفيذ مشروعهم الطائفي الساعي لحوثنة التعليم.

وعلى الرغم من وقف صرف رواتب المعلمين المنقطعة منذ أكثر من أربعة أعوام، إلا أنّ المليشيات الحوثية أصدرت تعليمات تشدّد فيها على منع غياب أي معلم ومعلمة، وهو ما اعتبرته قيادات تربوية إجراءً مُجحفاً بحق المعلمين.

وتشير تقارير تربوية إلى أنّ مليشيا الحوثي قامت بتحريف مواد أساسية وأدخلت على الكتب المدرسية إضافات وتعديلات في محاولة لتمرير أفكارها الطائفية ومسخ عقول الطلاب عبر المناهج الدراسية.

قطاع التعليم في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية كان أبرز القطاعات الذي ركّز عليه الانقلابيون من أجل استهدافه وتحريفه بالأفكار الطائفية

يأتي هذا فيما كشفت تقارير حقوقية أنَّ هناك ٢٠٪ من المعلمين تحولوا من مربي أجيال إلى مقاتلين مرتزقة لدى مليشيا الحوثي، نتيجة توقف مرتبات أكثر من ١٧٠ ألف معلم لما يزيد على العامين، كما أنّ هناك ما يقارب ٣.٧ مليون طالب بحاجة ماسة للمساعدة ليتمكنوا من العودة لمدارسهم.

وأوضح المجلس النرويجي للاجئين أنَّ عدداً كبيراً من الأطفال لم يتمكنوا من العودة إلى المدارس في اليمن، وقال: "هناك ما يقارب مليوني طفل خارج المدارس وما يقارب ٣.٧ مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة ليتمكنوا من العودة لمدارسهم.. وهناك ٢٠٠٠ مدرسة تضررت بسبب الحرب أو تستخدم لإيواء العوائل النازحة".

وأشار المجلس النرويجي إلی أنَّ آلاف المعلمين لم يتلقوا رواتبهم منذ توقفها في أكتوبر ٢٠١٦، مؤكّداً أنَّ عدم دفع رواتب المعلمين يؤثر على نحو ١٠ آلاف مدرسة وما يقرب من ٤ ملايين طالب.

وبحسب خطة الاستجابة الإنسانية للعام ٢٠١٨، فإن ٤.٥ مليون طفل في سن التعليم، خارج المدارس، بالإضافة إلى أنّ ٢١٪ من المدارس غير صالحة للعملية التعليمية، ولا يزال الوضع مرشحاً للتدهور خلال الأعوام القادمة في حال استمرت الحرب.

وبيّنت تقارير أممية حول التعليم في اليمن أنَّ عدد الطلاب الذين لم يحضروا المدارس في عام ٢٠١٥ بلغ ٩.٢ مليون طالب، في حين أن ٨.١ مليون طالب تسربوا من المدارس لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة.