نظام هادي والاختراق الإخواني.. رئيس حي وشرعية ميتة
أربع سنوات قضاها - ولا يزال - عبد ربه منصور هادي رئيساً لنظامٍ مؤقت، استغلّ الانقلاب الحوثي ليتمدّد ويحفظ مصالحه دون أن يتحرك خطوة واحدة للأمام.
أثبتت الأحداث التي شهدها الجنوب في الفترة الأخيرة، حجم الوهن الكبير الذي أصاب معسكر الشرعية، التي اخترقها حزب الإصلاح ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، ذلك الفصيل الذي ترك له هادي الحبل على الغارب ليعيث قتلاً وإرهاباً وإفساداً.
وعلى الرغم من أنّ منصور هادي يحظى بلقب "رئيس شرعي" وينال اعترافاً دولياً، إلا أنّ شرعيته ظلّت "ميتة"، ولم يُقدِم الرجل على أي خطوة من شأنها أن تُحقّق نجاحاً ولو ضيئلاً لمشروعه، بينما ظلّ الرجل الذي يقيم في السعودية بلا صلاحيات وأصبح دوره مهمشاً مقابل اختراق إخواني مريب.
ورغم إقامة المؤقت هادي في الرياض ضمن دعم سعودي كبير قدّمته المملكة لحكومة الشرعية، إلا أنّ هادي ترك لإخوانه "الإخوان" في الحكومة للهجوم على التحالف العربي بقيادة السعودية، ضمن مؤامرة تحركها قطر وإيران وتركيا.
وعلى مدى سنوات، عزّز "إخوان الشرعية" من تقاربهم من المليشيات الحوثية، وجمَّدوا الكثير من الجبهات وسلَّموا الحوثيين مواقع استراتيجية أيضاً، ساهمت في تقوية موقف الانقلابيين على الصعيد الميداني، وهو ما كبّد التحالف العربي ثمن تأخُّر حسم الحرب.
وتمكّن حزب الإصلاح من السيطرة على مفاصل الشرعية،حتى بات متحكّماً في صناعة القرار، على النحوالذي يخدم مصالحه ويحقق مطامعه نحو مصادرة السلطة.
استطاع "الإصلاح" أن يُحرِّف مسار الحرب بشكل كبير، وأصبحت الحرب على الحوثيين غائبة عن أولويات حكومة الشرعية، على الرغم من أن تدخّل التحالف العربي كان هدفه الأساسي هو مكافحة إرهاب الانقلابيين.
في ظل هذه الأوضاع، أصبحت حكومة الشرعية بلا أي ظهير شعبي، بل استغلت الحرب على الحوثيين لابتزاز التحالف العربي للاستمرار في تنفيذ مخططاتهم التي ترفع "معاداة الجنوب" شعاراً لها.