مخلفات الحوثي العسكرية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الأبرياء
لا يتوقف الضرر الذي تتسبب فيه المليشيات الحوثية على الجرائم والاعتداءات اليومية بحق المدنيين، بل أن مخلفاتها الناتجة عن جرائمها في أماكن تواجدها تعد قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أوجه المدنيين الأبرياء، الذين يعانون ويلات الانقلاب الحوثي بأشكال مختلفة منذ أكثر من خمس سنوات.
ودائما ما تحصد الألغام الأرضية التي تزرعها المليشيات الحوثية أرواح الأبرياء، بين الحين والآخر بالرغم من الجهود الضخمة التي تبذلها كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لنزع تلك الألغام وعدم تسببها في الإضرار بحياة المدنيين، هذا بالإضافة إلى مخلفات الأسلحة والذخائر التي تضعها المليشيات في مناطق آهلة بالسكان حتى يكون الوصول إليها صعباً من قبل التحالف.
وخلال الفترة الماضية كانت مخلفات المليشيات الحوثية سبباً في أن تودي بحياة العديد من الأبرياء تحديداً في صنعاء وصعدة والحديدة وهي المناطق التي تتركز فيها الأسلحة والمعدات الحوثية، والتي يكون وجودها في تلك المناطق جزء من إستراتيجية حوثية تسعى من خلالها إحراج التحالف العربي حال جرى استهدافها.
وتضررت عدد من المنازل في مدينة الحديدة، اليوم الاثنين، إثر انفجار مخزن أسلحة تابع لجماعة الحوثيين، وسط حي الزعفران، بشارع جيزان، وقال سكان محليون، إن انفجارا شديدا ضرب “هنجر” لمصنع بلاستيك وسط حي الزعفران المكتظ بالسكان، والذي حوله الحوثيون لمخزن للأسلحة، أعقبه عدة انفجارات صغيرة، وتصاعد للدخان من الموقع.
وأكد سكان محليون أن سلسلة الانفجارات استمرت أكثر من ساعة في المخزن الذي كان عبارة عن مستودع لمصنع بلاستيك قبل أن تحوله ميليشيات الحوثي إلى مخزن للأسلحة ومعمل لصناعة المتفجرات.
وأسفر الانفجار، وفقا لمصادر محلية وطبية، عن مقتل 6 مدنيين وإصابة أكثر من 9 إصابة؛ بعضهم إصاباتهم خطيرة، وتزامن الحادث مع تصعيد حوثي مكثف؛ حيث شنت المليشيا الانقلابية، فجر اليوم، هجوما عنيفا على مواقع القوات اليمنية المشتركة جنوب وشرق ميناء الحديدة.
ويتخذ الحوثيون من المصانع والهناجر الواسعة والمنتشرة وسط الأحياء السكنية، أماكن لتخزين الأسلحة وإخفائها عن طيران التحالف العربي، وأدى انفجار مخزن قرب مدرسة في صنعاء في شهر أبريل الماضي، لمقتل 14 طالبة وجرح 16، وفقا لتقرير منظمة اليونسيف.
حولت الأحياء السكنية في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الانقلاب الحوثي إلى قنابل موقوتة تستهدف حياة اليمنيين، وذلك بعد تفخيخها بمستودعات تصنيع الألغام وورش تطوير الطائرات المفخخة.
انفجارات المستودع الحوثي ليست الأولى من نوعها ففي أكتوبر الماضي، شهد حي "دارس" شمالي صنعاء، انفجارا مماثلا في مستودع حولته المليشيا إلى معمل لتطوير رؤوس الصواريخ والمتفجرات، وخلف أضرارا بالغة بحق المدنيين.
ويرى مراقبون أن الأحياء في صنعاء والحديدة وعددا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تحولت إلى قنابل موقوتة بسبب تخزين الحوثيين للأسلحة والذخائر وسط التجمعات السكانية، الأمر الذي ينذر بكارثة مفزعة.
ويقوم الحوثيون بإنشاء معامل لصناعة المتفجرات داخل مبانٍ سكنية أيضا في أحياء مزدحمة بالسكان، واتخاذ الأعيان المدنية كمستودعات للأسلحة وهو ما نستغرب السكوت عنه من قبل المجتمع الدولي والأممي، برغم فظاعة الجريمة الحوثية.