الاتصالات في قبضة المليشيات.. الابتزاز الحوثي يصطاد مالكي الوايرلس
على مدار خمس سنوات من الحرب العبثية، تفنّنت مليشيا الحوثي الانقلابية في تكبيد المواطنين أعباءً ثقيلة، بغية إطالة أمد الحرب التي نالت من الأخضر واليابس.
"الاتصالات" هو أحد القطاعات التي تضرّرت بشدة من الحرب الحوثية، وأصبحت شركات الهواتف والجهات التابعة لها على وجه الخصوص إلى موارد مالية رئيسية، لتمويل حرب المليشيات.
في هذا السياق، تقول مصادر مطلعة في صنعاء لصحيفة الشرق الأوسط، إنَّ المليشيات الانقلابية فرضت مؤخراً على مالكي شبكات الإنترنت "الوايرلس" إتاوات مالية طائلة.
عناصر تابعة للمليشيات وموظفون موالون لها في مكاتب الثقافة بمديريات أمانة صنعاء نفَّذوا حملات ميدانية تعسفية استهدفت مالكي شبكات "الوايرلس"، وإجبارهم تحت قوة السلاح على دفع إتاوات مالية غير قانونية، بذريعة عمل تراخيص جديدة من مكاتب الثقافة.
وفوجئ مالكو الشبكات بنزول حملات حوثية مكثفة الأسبوعين الماضيين إلى محالهم وأماكن وجودهم، لإجبارهم بطرق استفزازية فجة وعنصرية، على دفع مبالغ مالية غير قانونية.
ومن لم يلتزم بدفع إتاوات للمليشيات، يوجه له سيل من التهم ويجبر على دفع مبالغ مضاعفة، كتأديب من الجماعة لغير الملتزمين.
انتهاكات الحوثيين تأتي تتويجاً لسلسلة من الانتهاكات غير المبررة التي تنفذها المليشيات منذ إشعالها الحرب في صيف 2014.
وتقول تقارير رسمية إنّ عدد مستخدمي الإنترنت باليمن بلغ ستة ملايين و911 ألف مستخدم بنسبة 24.6% من إجمالي عدد السكان، ما يعد أقل نسبة في منطقة الشرق الأوسط.
ومعظم السكان لا يستخدمون الإنترنت، وبخاصةً في المناطق الريفية التي لا تتوفر فيها شبكة إنترنت، كما أنّ سرعة الإنترنت تعد واحدة من أهم معوقات الوصول إليه، وتعد الأقل في المنطقة والأغلى سعراً.
ويقدّم اليمن خدمة منزلية لا تزيد سرعتها على 4 ميجا بايت، بينما يتم تقديم خدمة إنترنت منزلي في دول أخرى تصل إلى 1 جيجا بايت (1024 ميجا بايت) أي ما يعادل 250 ضعفاً أعلى من السرعة التي يقدّمها المزوّد الوحيد، أي (يمن نت).
وأسعار الإنترنت في اليمن مرتفعة جداً على مستوى المنطقة والعالم، إذ أنّ هونج كونج تقدّم خدمة أسرع بـ250 مرة من أعلى سرعة تقدّمها "يمن نت" وبسعر أقل من ربع سعر الخدمة ذاتها.