قدرة الردع الجنوبية تحبط مؤامرات مليشيات الشرعية
رأي المشهد العربي
أثبتت الأحداث الفائتة منذ بداية أغسطس الماضي، أن للجنوب قوة ردع قادرة على إحباط المؤامرات التي تحاك ضده، تمثلت هذه القوة في عوامل عدة بعضها عسكري، وجزء منها شعبي، وآخر ثالث دبلوماسي، ورابع يتمثل في الإيمان بالقضية الجنوبية، وهو ما يحبط العديد من مؤامرات مليشيات الشرعية التي يشكلها الإصلاح الإرهابي، وتستهدف بالأساس احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته.
إذا بدأنا بالحديث عن قوة الردع الشعبية، فإنها كانت قادرة على أن تضع الشرعية في الخانة الضيقة، متعاونة مع التنظيمات الإرهابية والتي يأتي على رأسها تنظيم القاعدة وداعش، بالإضافة إلى اضطرارها للإفصاح في بعض المواقف عن التحالف مع الحوثي، كأحد الأدوات التي تعول عليها لمساعدتها في اختراق محافظات الجنوب.
الردع الشعبي أيضاً حقق جملة من المكاسب للقضية الجنوبية خلال الفترة الماضية، إذ أن الاستجابة الواسعة لدعوات التظاهر التي وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي لـ "أبناء الجنوب"، دعمت الموقف الدولي للانتقالي باعتباره القوة الثابتة الوحيدة على الأرض في الجنوب، وهو ما يدعم بشكل مباشر الجنوب العربي الذي ظل يعاني من عدم وجود قيادة قوية وموحدة.
الإيمان بالقضية الجنوبية تعد أحد دعائم الردع الشعبي، وهو ما أظهرته بسالة أبناء الجنوب في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هجمات بربرية وإرهابية استهدفتهم من دون أن يكونوا قد أقدموا على عداء أي من الأطراف الأخرى.
أما الردع الدبلوماسي، فعبر عنه المجلس الانتقالي الجنوبي بحرفية شديدة، واستطاع أن يحقق انتصارات دبلوماسية وسياسية عديدة في مواجهة الشرعية الإخوانية التي حاولت أن تلغي وجوده من أجل أن تخلو الساحة لها، لكن حنكة قيادات المجلس الذين استجابوا مرتين متتاليتين لدعوات الحوار التي وجهتها المملكة العربية السعودية وذهاب وفد المجلس وعلى رأسه الرئيس عيدروس الزُبيدي، أحرج الشرعية وضيق الخناق على مراوغاتها.
تيقنت الشرعية بأن رفضها الجلوس على طاولة المفاوضات في أول دعوات المملكة للحوار سيؤدي إلى عدم استجابة الانتقالي للدعوات التالية، ومن ثم وضعه في خانة الرافض السلام والساعي إلى الحرب، لكنها فوجئت بأن هناك استجابة أخرى وسريعة وواضحة في المرة الثانية ما جعلها غير قادرة أن تحرك مكانها، غير أنها عملت أيضاً على إفشاله.
دبلوماسية الجنوب ربحت المعركة حتى الآن بعد أن أكدت للعالم أجمع أنها تسعى إلى حقوق أبناءها بغض النظر عن المصالح الضيقة التي تتعامل بها الشرعية مع المواقف الحالية، بل أنها جعلت العواصم الدولية تعلي من قيمة أدوار المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثبت قدرته على قيادة دفة المعركة.
أما الحديث عن قوة الردع العسكرية فهي واضحة وظاهرة أمام الجميع وليست بحاجة إلى مزيد من الشرح والتوضيح، بعد أن أقدمت مليشيات الشرعية الإخوانية على حشد جميع قواها في مأرب وتعز من أجل احتلال الجنوب غير أنها تحطمت على يد القوات المسلحة الجنوبية متمثلة بالأحزمة والنخب الأمنية الجنوبية.
التصريحات الأخيرة للعميد عبد اللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني والتدخل السريع، والتي شدد خلالها على التزام القوات المسلحة الجنوبية بمحاذاة مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي وضحها البيان المشترك للتحالف العربي، وتأكيده على أن القوات جاهزة لكسر أي تقدم غاشم، يبرهن على قوة الردع العسكرية، التي تشكل تكامل جنوبي مع باقي القوى الأخرى.