مركز عمليات مشتركة.. هل يوقف العبث الحوثي في الحديدة؟
في خطوة تهدف إلى فرض الانضباط في محافظة الحديدة، أعلنت اللجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الاتفاقَ على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار.
الخطوة جاءت على وقع خروقات متواصلة ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، بدأت مع توقيع اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، والتي تخطت السبعة آلاف خرق وانتهاك.
اللجنة التي تقودها الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، أصدرت بياناً عقب انتهاء الاجتماع السادس المشترك لأعضاء اللجنة على متن السفينة الأممية قبالة المياه المفتوحة في الحديدة هذا الأسبوع.
قالت اللجنة إنّها فعّلت آلية التهدئة، وعزَّزت وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يونيو الماضي، موضحةً أنّه تمّ بناءً على ذلك إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أنّ المركز سيعمل على الحد من التصعيد، ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة.
وقررت اللجنة نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين.
وهذا الأسبوع، عقدت الجولة السادسة من اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، ذلك على متن السفينة الأممية إنتركنيك دريم.
وفي ديسمبر من العام الماضي، توصّلت حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية لاتفاق الحُديدة في إطار مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة ريمبو السويدية، إلا أنّ غالبية ما جرى الاتفاق عليه لم ينفذ منذ ذلك الحين.
اجتماعات اللجنة تزامنت مع ما يمكن اعتباره تحريكاً للجمود السياسي الراهن، لا سيّما فيما يتعلق بتصريح مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر، بأنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد ما وصفه بـ"حل مقبول للنزاع اليمني".
وأوضح شينكر في تصريح للصحفيين خلال زيارة للسعودية: "تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن ونحن نجري محادثات مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل للنزاع يكون مقبولا من الطرفين".
وتابع: "نحن نعمل مع (المبعوث الدولي) مارتن جريفيث، ونقيم اتصالات مع شركائنا السعوديين".
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية عن محادثات مع المليشيات الحوثية، لكن أياً منها لم يحقِّق نتائج مثمرة، ما يثير الكثير من التحديات الصعبة أمام الخطوة الراهنة.
وتسعى واشنطن لإجراء محادثات مع المليشيات الحوثية بهدف إيجاد حل مقبول للنزاع القائم، في إحياء للمبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بعد محادثات سرية جرت في وقتٍ سابق.
هذه المبادرة التي فشلت حينها بسبب رفض التحالف العربي وحكومة الشرعية، تمت إعادة طرحها بالنظر إلى حالة الجمود العسكري والسياسي التي هيمنت على الملف اليمني، وأشارت إلى رغبة واشنطن ومجموعة الدول الـ18 في إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية شاملة مع إيران يكون الملف اليمني أحد مخرجاتها.
تُغيِّر كل هذه التحرُّكات السياسية جموداً كبيراً استمرّ لفترات طويلة، شهد الكثير من الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، تخطّت السبعة آلاف خرق، فضلاً عن تشويه متعمَّد من قِبل حكومة الشرعية للتعامل على الانقلابيين، وتحريف مقصود لبوصلة الحرب.