آمال الحرب الضائعة.. تصعيد حوثي ينسف جهود الرقابة المشتركة
يصر المجتمع الدولي على إغلاق عينيه أمام حقيقة الحرب المرة، وهي استمرار المليشيات الحوثية الانقلابية في تغييب أطر أي محاولات للتهدئة، لا سيّما في محافظة الحديدة.
لم تكد تبدأ أعمال فرق الرقابة المشتركة على تثبيت وقف إطلاق النار والشروع في استكمال تنفيذ بنود اتفاق استوكولهم بشأن إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة، حتى صعدت مليشيا الحوثي من أعمالها الإرهابية وكثّفت من خروقاتها، على النحو الذي ينسف جهود الحل السياسي.
في الساعات الماضية، مليشيا الحوثي جدّدت قصفها واستهدافها العنيف لمناطق متفرقة في مديرية التحيتا جنوب مدينة الحديدة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة.
مصادر ميدانية بيَّنت أنّ عناصر المليشيات قامت أيضاً بفتح نيران أسلحتها المتوسطة والثقيلة من مناطق تمركزها على مواقع القوات المشتركة واستخدمت الأسلحة الثقيلة.
وكانت لجنة تنسيق إعادة الانتشار والتي يرأسها مراقبو الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، فعّلت آلية التهدئة، وتعزيز وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق من خلال إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة.
وفي خطوة هدفت إلى فرض الانضباط في محافظة الحديدة، أعلنت اللجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الاتفاقَ على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار، وذلك على وقع خروقات متواصلة ترتكبها مليشيا الحوثي، بدأت مع توقيع اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، والتي تخطت السبعة آلاف خرق وانتهاك.
اللجنة التي تقودها الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، أصدرت بياناً عقب انتهاء الاجتماع السادس المشترك لأعضاء اللجنة على متن السفينة الأممية قبالة المياه المفتوحة في الحديدة هذا الأسبوع.
قالت اللجنة إنّها فعّلت آلية التهدئة، وعزَّزت وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يونيو الماضي، موضحةً أنّه تمّ بناءً على ذلك إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أنّ المركز سيعمل على الحد من التصعيد، ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة.
وقررت اللجنة نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين.
وهذا الأسبوع، عقدت الجولة السادسة من اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، ذلك على متن السفينة الأممية إنتركنيك دريم.
وفي ديسمبر من العام الماضي، توصّلت حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية لاتفاق الحُديدة في إطار مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة ريمبو السويدية، إلا أنّ غالبية ما جرى الاتفاق عليه لم ينفذ منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من الآمال التي عُلِّقت على هذه التحرُّكات لوقف الحرب في الحديدة، إلا أنّ المليشيات الحوثية استمرّت في عبثها، وكثّفت من أعمالها العسكرية.
وتواجه الأمم المتحدة اتهاماً بتغاضيها عن الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي، ويبدو أنّ المنظمة الدولية تبحث عن نصر دبلوماسي، حتى وإن كان غير جدي على الأرض.