واشنطن تُحرّك الجمود اليمني.. هل أبدت إيران رغبةً في الانضمام لـطاولة الحل؟
تشير التطورات السياسية المتسارعة إلى أنّ حالة الجمود السياسي التي أصابت الملف اليمني في الفترة الماضية لم يعد مستساغاً لدى الإدارة الأمريكية، التي يبدو أنّها قررت حلحلة هذا الوضع.
المبعوث الأمريكي الخاص لدى إيران برايان هوك كشف اليوم الأربعاء، عما وصفها بـ"مساعٍ إيرانية" للمشاركة في مفاوضات السلام والجهود التي تقودها بلاده لإيجاد حل سياسي واتفاق شامل في اليمن، ينهي الحرب التي حرضت إيران على إشعالها.
"هوك" قال في مقالٍ نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي يلعب لعبة طويلة الأمد في اليمن (..) ما أغرق البلاد في الفوضى، وأدى إلى تحويل الحوثيين من ميليشيا قبلية إلى قوة قتالية قاتلة".
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي البارز: "النظام الإيراني الآن يريد مقعداً على طاولة المفاوضات للمساعدة في ايجاد حل لحرب ساعد في التحريض عليها".
تصريحات المسؤول الأمريكي جاءت بعد أيامٍ قليلة من الكشف عن خطة "قديمة - جديدة" تريد واشنطن تحريكها خلال المرحلة المقبلة من أجل إحداث حلحلة سياسية في اليمن.
وصرّح مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر، خلال زيارةٍ للسعودية أجراها قبل أيام، بأنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد ما وصفه بـ"حل مقبول للنزاع اليمني".
وأوضح شينكر في تصريح للصحفيين: "تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن ونحن نجري محادثات مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل للنزاع يكون مقبولا من الطرفين".
وتابع: "نحن نعمل مع (المبعوث الدولي) مارتن جريفيث، ونقيم اتصالات مع شركائنا السعوديين".
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية عن محادثات مع المليشيات الحوثية، لكن أياً منها لم يحقِّق نتائج مثمرة، ما يثير الكثير من التحديات الصعبة أمام الخطوة الراهنة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإنّ واشنطن تسعى لإجراء محادثات مع المليشيات الحوثية بهدف إيجاد حل مقبول للنزاع القائم، في إحياء للمبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بعد محادثات سرية جرت في وقتٍ سابق.
المبادرة التي فشلت حينها بسبب رفض التحالف العربي وحكومة الشرعية، تمت إعادة طرحها بالنظر إلى حالة الجمود العسكري والسياسي التي هيمنت على الملف اليمني، وأشارت إلى رغبة واشنطن ومجموعة الدول الـ18 في إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية شاملة مع إيران يكون الملف اليمني أحد مخرجاتها.
وطرحت واشنطن جوانب من خطتها لإقرار السلام في اليمن، مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي زار واشنطن مؤخراً.
اللافت أنّ تغيّر النبرة الأمريكية في التعاطي مع قضايا عدة في المنطقة، ومن بينها القضية اليمنية، قد جاء في وقتٍ رحل فيه جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، وهو عرفه بتشدُّده الكبير في التعامل مع الملف الإيراني على وجه التحديد.
وبعيداً عن الجدل المثار حول طريقة مغادرة بولتن للمنصب بين إقالة أو استقالة، فإنّ هذه الخطوة ربما تعطي مؤشراً ولو بنسبة ضيئلة، على الأقل حتى الآن، حول مستقبل التعاطي الأمريكي مع الملفات المرتطبة بإيران، وعلى رأسها الوضع في اليمن، على اعتبار أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية تتلقّى دعماً لوجستياً كثيفاً من طهران.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إيران زوّدت الحوثيين بمئات الملايين من الدولارات وترسانة من الأسلحة المتطورة، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المحملة بالمتفجرات والألغام إلى اليمن.