الشرعية المتحوثة.. معين عبد الملك يرسخ التقارب الحوثي - الإخواني
في الوقت الذي يتستّر فيه نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي غطاء الشرعية، فإن هذا الفصيل الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، التقارب مع مليشيا الحوثي الانقلابية، في طعنات غادرة للتحالف العربي.
رئيس حكومة الشرعية معين عبد الملك أصدر مؤخراً عدداً من القرارات التي تضاعف التقارب المريب بين "إخوان الشرعية" والمليشيات الحوثية.
عبدالملك أصدر قراراً بتعيين علاء قاسم رئيساً لقسم المساعدات والدعم، علماً بأنّ هذا المُعيّن حديثاً معروفٌ بالولاء للمليشيات المدعومة من إيران.
قرار تعيين قاسم لا يبدو أنه يحمل بُعداً داخلياً فقط يتعلق بتوطيد التقارب الحوثي - الإخواني، لكنّه يستهدف كذلك العمل على تحسين صورة حكومة الشرعية في الخارج.
"قاسم" هو أحد شركاء شركة رنين اليمن، وهي تابعة لوزير الشباب والرياضة السابق رافت الأكحلي، المعروف بقربه من صناعة القرار في الحكومة الكندية.
كما أنّ "قاسم" حاصل على الجنسية الكندية، وبالتالي سيكون دوره الرئيسي هو محاولة تحسين صورة حكومة الشرعية أمام المجتمع الدولي، معتمداً في ذلك على معلومات تضليلية تروجها الأبواق الإعلامية الإخوانية المنضوية تحت لواء الشرعية.
في طعنة أخرى للتحالف العربي، قرر رئيس حكومة الشرعية تعيين معين دماج مستشاراً له، وهو معروفٌ برفضه لعمليات التحالف العربي كما أنه ينصب العداء للمليشيات الحوثية.
هذه التوجهات من قِبل حكومة الشرعية برهنت على معاداة هذا الفصيل للتحالف العربي ممثلاً في السعودية والإمارات ، على الرغم من جهوده المتواصلة على الصعيدين الإغاثي والعسكري.
ويمكن تفسير هذه السياسات بأن حكومة الشرعية تنفذ أجندة إخوانية تمولها وتنسقها وترعاها دولة قطر، ضمن سيناريو أكبر تعادي من خلاله الدوحة كلاً من الرياض وأبو ظبي على وقْع الأزمة الخليجية القائمة منذ يونيو 2017.
وعمدت الدوحة على مدار سنوات، لتعزيز التقارب بين حكومة الشرعية (المُخترقة إخوانياً) والمليشيات الحوثية، وضخّت ملايين الريالات لهذا الغرض.
وضمن مؤامراتها العدائية ضد الجنوب، عملت مليشيا الشرعية على التنسيق مع الحوثيين لوجستياً وطعن التحالف غدراً، بعدما رأت الرياض وأبو ظبي أن التطورات المتسارعة التي شهدها الجنوب مؤخراً لن تنتهي إلا بالحوار، وهو ما قبلته القيادة السياسية الجنوبية (ممثلة في المجلس الانتقالي) الذي توجه أكثر من مرة إلى جدة للانخراط في هذا الحراك، بينما تعمل حكومة الشرعية "الإخوانية" على إجهاضه بأي ثمن.