تقدير موقف.. ماذا لو تطهّرت الشرعية من سرطان الإصلاح الخبيث؟
أحد أهم العوامل التي ساهمت في تعقيد الأزمة اليمنية هو ذلك السرطان الخبيث "الناخر" في عظام حكومة الشرعية المتهالك، وهو نفوذ حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان (المُصنفة إرهابية).
ساهم الاختراق الإخواني الكبير في حكومة الشرعية في تعطيل تقدم التحالف العربي على الأرض في مواجهة إرهاب مليشيا الحوثي، بعدما انخرط في تقارب مروّع مع الانقلابيين، على الرغم من تستُّره بغطاء الشرعية.
مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر قامت طوال الفترة الماضية على تسليم جبهات استراتيجية لسيطرة المليشيات الحوثية، كما جمدت جبهات أخرى بفعل نفوذها الطاغي في نظام الشرعية.
قادت هذه الممارسات الإخوانية إلى الإضرار بعمليات التحالف العربي على الأرض، رأخّر حسم المعركة في مواجهة الانقلابيين، وقد نفذ حزب الإصلاح في هذه الإطار استراتيجية قطرية - تركية - إيرانية، استهدفت النيّل من التحالف.
ضمن الخطايا الإخوانية أيضاً، كوّن عناصر "الإصلاح" البارزون ثروات طائلة بطريقة غير مشروعة نالت من قوت ملايين المدنيين، الذين تكبدوا أماناً فادحة جراء هذا العبث الإخواني.
لعل الجريمة الإخوانية الأكبر التي خدمت المليشيات الحوثية في المقام الأول تتمثل في تحريف بوصلة الحرب، فبدلاً من عمل حكومة الشرعية على تحرير أراضيها من سيطرة الحوثي عمدت إلى تصويب سهام عدائها صوب الجنوب، محاوِلة بشتى الطرق احتلال أرضه واستهداف شعبه وهويته.
التشويه الإخواني لمسار الحرب أمر يخدم المليشيات الحوثية في المقام ويشتت جهود التحالف بشكل رئيسي.
لم تكتفِ مليشيا "الإصلاح" بهذا الأمر، بل كثفت في الأيام الماضية من هجماتها الإعلامية العدائية ضد جناحي التحالف (السعودية والإمارات)، وحاولت تشويه جهودهما عبر افتراءات قيل إنها لا تدخل إلى عقل "أصغر صغير".
إصلاح كل هذا العبث الإخواني وتطهير حكومة الشرعية من سرطان "الإصلاح" الخبيث أمرٌ من شأنه أن يُصلِح هذه الحالة المتهالكة.
كما أن تأسيس شرعية جديدة، منصبّة أهدافها على أهداف الحرب على الحوثيين وعملها على استئصال إرهاب الانقلابيين من أراضيها، وتوقفها عن معاداة الجنوب واستهداف أرضه وشعبه وهويته، وتغييب حكومة الأجندات والمؤامرات التي رسّختها مليشيا الإخوان، كل هذا يساهم في القضاء على هذا العبث، أو على الأقل يكون خطوة على طريق الحرب المستقيم.
وعلى الرغم من أهمية هذا الطرح، إلا أنّه من غير المتوقع أن تقدِم حكومة الشرعية على هذه التوجهات بعدما سيطرت الأجندة الإخوانية على مفاصلها، وهذا "أمر لو تعلمون خطير".