هزائم الإصلاح في الجنوب تلقي به في سلة قطر وتركيا
رأي المشهد العربي
وجدت مليشيات الإصلاح نفسها مرغمة على التواجد بشكل علني في المعسكر التركي القطري الذي تؤيده وتتحالف معه طهران في الوقت ذاته، وذلك على إثر الهزائم والفضائح والنكسات التي تعرضت لها مليشيات الإخوان التي تهيمن على الشرعية وتختبئ في ظلالها، إذ أن الحالة التي أضحت فيها تلك المليشيات كشفها بشكل كلي أمام التحالف العربي وأصبح من الصعب عليها أن تستمر فيه.
هناك أسباب عدة تلقي بالإصلاح في سلة قطر وتركيا، على رأسها أنها أضحت بحاجة إلى استمرار تدفع الأموال التي تأتي من قطر لإنقاذها من المأزق الذي وجدت فيها نفسها حالياً، وبالتالي فإن ذلك يجعلها بحاجة أكثر إلى تقديم فروض الطاعة إلى الدوحة، وبدا من الواضح أن جميع الممارسات القطرية التي سعت لإفشال التحالف العربي وتفتيته فشلت ولم يعد أمامها سوى أن تدفع الشرعية للابتعاد عن التحالف.
ترى الدوحة ومن ورائها تركيا أن دفع الشرعية والإصلاح للحديث عن حاجتهم إلى تحالف جديد بديل للتحالف العربي، تحديداً في أعقاب البيان السعودي الإماراتي الأخير والذي سد جميع منافذ مناورات الشرعية، قد يحقق هدفهم الأساسي المرتبط بإفشال التحالف، تحديداً بعد أن أضحى الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي دمية بيد الإصلاح يحركها كيفما يشاء.
قد تكون الرغبة القطرية في إزاحة الشرعية عن التحالف العربي في صالح المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتان تسعيان بكل ما أوتيتا من جهد أن ينهوا الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، تمهيداً لإيجاد حل شامل للأزمة اليمنية، لكن على الجانب الآخر فإن تحالف الشر (تركيا – قطر – إيران) يسعى لإحداث حالة من الفراغ من جانب، بما يدعم المليشيات المدعومة من إيران.
كل هذه العوامل دفعت الإصلاح لإصدار بيان يمكن تسميته بالسياسية الجديدة للحزب، وبدا واضحا أن تحركات الفترة المقبلة ستكون لها بعيداً عن التحالف العربي الذي لم تشير إليه العريضة الطويلة والموجهة إلى أعضائه بالأساس ليكون الانتقال العلني من معسكر التحالف العربي إلى معسكر تركيا وقطر.
بيان الإصلاح حاول أن يقلب جميع الحقائق بحثاً عن دعم شعبي يعلم تماما أنه لم ولن يحدث بسبب الهزائم والفضائح والجرائم التي انتهجها منذ أن أًفسح له المجال للتواجد في الشرعية، لكنه في النهاية يعبر عن نهاية حقبة الإصلاح ارتباطاً بانكشاف تنظيم الإخوان أمام الشعوب العربية كافة.