مأزق الشرعية في الجنوب يزيد التناغم بين الإصلاح والقاعدة
وجدت مليشيات الشرعية نفسها في مأزق بفعل الخسائر العسكرية والسياسية أيضاً التي تلقتها في الجنوب منذ بداية الشهر المنقضي وهو ما نتج عنه بحثها عن استعادة تنسيقها مع التنظيمات الإرهابية بشكل علني بعد أن الأمر بشكل خفي وغير معلن على مدار السنوات الماضية، تحديدا منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية وتدشين التحالف العربي لإنهاء هذا الانقلاب الغاشم.
لجأت مليشيات الإصلاح إلى ما يمكن تسميته بإستراتيجية "ب"، حتى تحاز على ثقة التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبدأت في لترويج لنفسها باعتبارها مؤسسة لما يمسى بالجيش الوطني الذي أسسته على مليشياتها المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، حتى حانت الفرصة لظهور تحالفها المباشر مع تنظيمي القاعدة وداعش للعلن، من خلال أحداث الجنوب الأخيرة.
وكشفت صور حديثة، تناقلها العديد من النشطاء على مواقع التواصل عن قوة العلاقة بين القوات التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة الإرهابي من خلال رفع معدات الشرعية أعلام القاعدة.
وأظهرت الصور، توجه أطقم عسكرية تابعة للشرعية من محافظة شبوة باتجاه أبين، لكن المفاجأة في رفعها أعلام تنظيم القاعدة، وأعادت تلك الصور الجدل حول طبيعة العلاقة بين مليشيا الإخوان التابعة للشرعية وتنظيم القاعدة، وقيامها بتسلم معدات وآليات عسكرية ووضعها تحت تصرف تتظيم القاعدة.
وذكرت مصادر محلية، أمس الجمعة، أن مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة نصبوا كميناً للقيادي بالمجلس الانتقالي ناصر علي عوض في منطقة الجدبة بوادي حمراء في مديرية المحفد، ولفتت إلى أن تلك العناصر سارعت بالهروب من الموقع بعد تنفيذ العملية التي أصيب فيها القيادي بالانتقالي وجرى إسعافه إلى العاصمة عدن.
وكشف عضو المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، إن "استهداف تنظيم القاعدة فجر اليوم قيادة المقاومة الجنوبية في المحفد أبين على خلفية استحداث المقاومة مواقع لمنع مرور تعزيزات للقوات الموالية لحزب الإصلاح والشرعية"، مضيفاً،"بعد نجاح القاعدة من إخلاء مواقع المقاومة الجنوبية بساعات قليلة مرت تلك التعزيزات إلى مدينة شقرة بسلام".
وخلال الشهر الماضي، تعرضت القوات الجنوبية لكمين في مدينة أبين، على يد تنظيم داعش الإرهابي غير أن مليشيات الشرعية احتفت بهذا الحادث واعتبرته نصراً لـما يسمى بـ"قوات الجيش"، وهو ما يعد أحد البراهين القوية على علاقة قوية بين مليشيات الشرعية يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد القوات الجنوبية.
وأكد المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، قيادات حكومة الشرعية أصبحوا شركاء رسميين مع تنظيمات القاعدة وداعش، مشيرا إلى أنه تم تعيين مقاتلي القاعدة في قيادة وحدات عسكرية تابعة للشرعية وأصبحت قواعدهم في مأرب والبيضاء تلقى كل الدعم و أخيرًا أرادوا تحويل عدن إلى موصل جديدة ليتم تدميرها باسم محاربة داعش.
وهناك علاقة قديمة بين على محسن الأحمر ومليشيات القاعدة، وفي العام 2017، أشار الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، بيتر ساليسبري، إلى وجود اتهامات بحق علي محسن الأحمر بإتاحة تربة خصبة للمجموعات والفصائل التي تحولت فيما بعد إلى ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وهو فرع القاعدة في اليمن.
وكشف المقال عن رسائل تبادلها الأحمر مع زعيم القاعدة في اليمن آنذاك، قاسم الريمي، طلب فيها منه تكثيف تواجد القاعدة لمواجهة الحوثيين في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم.