بالتزامن مع ذكرى تأسيسه.. الإصلاح يؤسس لحقبة جديدة من الانتهازية
تسعة وعشرون عاماً مرت على تأسيس مليشيات الإصلاح الإرهابية في اليمن، ومازال الحزب الذي يعد ذراع الإخوان والتنظيمات الإرهابية في اليمن يبحث عن الانتهازية التي تأسس عليها بالأساس، استمد منها حضوره حتى الآن، بل أن بيانه الذي أصدره بالتزامن مع ذكرى تأسيسه قبل يومين، يؤسس لحقبة جديدة من الانتهازية يسعى من خلالها لاستمرار هيمنة على شرعية لم تعد موجودة بالأساس.
لعل أهم ما جاء في بيان الإصلاح والذي عبر بشكل أساسي عن خططه المستقبلية دعوته إلى تشكيل حكومة مصغرة، وهي دعوة تنطوي على رغبة علنية وغير مقنعة ترتبط بتسهيل استعادة الشرعية، غير أنها في الأصل دعوة للهيمنة الكلية على الحكومة ومن ثم على مجمل الأوضاع في اليمن، من دون أن يحظى الحزب بأي دعم شعبي أو سياسي تجعله يقدم على هذا الطلب.
أظهر بيان الإصلاح الأخير أنه لا يرغب في وجود أي طرف معه في السلطة، بالرغم من هيمنته على الحكومة الحالية التي أضعفها وقوض قدرتها على استعادة الشرعية التي اختطفتها المليشيات الحوثية، وتؤسس انتهازية الإصلاح هذه المرة لاستفراد مطلق بالسلطة تستطيع من خلالها ارتكاب جميع أنواع الخيانة مع المليشيات الحوثية بما يؤدي إلى استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن.
ويرى مراقبون أن دعوة مليشيات الإصلاح إلى تشكيل حكومة مصغرة هي مطلب فضفاض يحيل من الناحية السياسية إلى هيمنة الحزب الإخواني على صناعة القرار في حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، علاوة على سيطرته على التوجهات الرئيسية للحكومة التي تحولت من شرعية إلى ذراع سياسية تنقذ أجندة حزب الإصلاح.
ويذهب البعض للتأكيد على أن حديث مليشيات الإصلاح عن شروط الحكومة المصغرة، التي يقول أنها يجب أن تكون مبنية على أساس شراكة فإنها تناقض رفضها الجلوس على طاولة الحوار التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في وقت قبل فيه المجلس الانتقالي الجلوس لإيجاد حل والإبقاء على وحدة الصف في مواجهة المتمردين الحوثيين.
ومن جانبه قال نائب رئيس المجلس هاني بن بريك في تغريدة على حسابه بموقع تويتر الجمعة إن خلاصة بيان الإصلاح تشير إلى أنهم الشرعية، مضيفاً "لا جديد في بيان الإصلاح في ذكرى إشهار فرعهم في اليمن، قمة الدجل والتلفيق والانتهازية وقلب الحقائق، إنما كان الجديد لو قالوا شيئا غير الذي قالوه"
وتابع لم يفاجئونا فهذه طريقتهم، فريق يفجر وفريق يستنكر، وفي كل قضية هم كذلك فريقان إن لم يكونوا أكثر من فريق”.
وبرهن بيان الإصلاح على أن انتهازيته الجديدة التي يسعى لتأسيسها تقوم بالأساس على محاولة تجاوز التحالف العربي ليكون بشكل مباشر في سلة التحالف القطري التركي الإيراني، إذ أن البيان شهد تجاوزاً واضحاً ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه لم يذكر المملكة العربية السعودية سوى واحدة على هامش البيان.