رائحة طهران والدوحة تفوح في أجواء استهداف معامل أرامكو السعودية
بالرغم من أن التحالف العربي لم يعلن بعد عن المتهم باستهداف معامل شركة أرامكو السعودية للنفط، غير أن رائحة الإرهاب الحوثي الإيراني القطري تفوح في أجواء ذلك الحادث الإرهابي الذي جاء بطائرات مسيرة اعتادت المليشيات الإيرانية على إطلاقها باتجاه المملكة العربية السعودية بين الحين والآخر.
واستبق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتهاء تحقيقات التحالف العربي الجارية، وأكد على أن طهران شنت هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، موضحاً أن إيران تقف وراء نحو 100 هجوم على السعودية بينما يدعي روحاني وظريف أنهما ملتزمان بالدبلوماسية.
وكذلك فإن البيان الحوثي الذي صدر صباح اليوم السبت وتبنى الحادث الإرهابي أشار إلى التعاون مع من وصفهم بالشرفاء للمساعدة في استهداف الشركة السعودية، وهو ما يلفت الأنظار إلى التعاون مع قطر التي تمول العمليات الإرهابية الحوثية منذ التضييق الأمريكي على إيران.
ويرى مراقبون أن التصعيد الإيراني القطري يأتي في وقت يتخذ فيه التحالف العربي مواقف حازمة ضد مليشيات الإصلاح التي المدعومة مباشرة من قطر، في وقت يشن فيه التحالف العربي ضربات نافذة ضد قيادات حوثية بارزة، وأن الحادث يعبر عن تنسيق رفيع المستوى بين الجانبين عبر المليشيات الحوثية.
قالت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، اليوم السبت، إن التحقيقات جارية بشأن الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية، "لمعرفة الأطراف المتورطة به".
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي: "إنه وبالإشارة للبيان الصادر من المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بشأن الهجوم الإرهابي صباح السبت على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية بمحافظة بقيق وهجرة خريص، فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد أن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية".
وأكد المالكي استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف "باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية، للحفاظ على المقدرات الوطنية، وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي".
وكانت السلطات السعودية أعلنت في وقت سابق، السبت، السيطرة على حريقين اندلعا في معملين في محافظة بقيق وهجرة خريص، نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار، وفقما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وتقع بقيق على بعد حوالي 75 كيلومترا جنوب مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية؛ وتُعد من المدن الهامة بالمنطقة، لوجود الموقع الرئيسي لأعمال شركة “أرامكو”، وتضمّ أحد أكبر معامل تكرير النفط في العالم.
علق نائب رئيس المجلس الانتقالي لشيخ هاني بن بريك على حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشأتي النفط السعوديتين في بقيق، مؤكداً أن الجنوبيين يدعمون المملكة في كل حال، مطالباً التحالف برد شافي.
وكتب "بن بريك" في تغريدة عبر حسابه الشخصي بتويتر، رصدها "المشهد العربي": "موقفنا الثابت نحن الجنوبيين مع السعودية في السراء والضراء"، مضيفاً: "السعودية بكل تأكيد ستحسن الرد والتعامل مع من يثبت التحقيق تورطه في الهجوم وأتمنى على التحالف العربي أن يكون الرد شافيا لقلوب المؤمنين".
وتلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، بشأن الهجوم الإرهابي الذي شنته ميليشيات الحوثي الإيرانية على معملي شركة "أرامكو" السعودية.
وأكد ترامب، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، وشدد على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي، وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد السعودي أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.