هل تصبح الشرعية ضلع رئيسي في خطة إيران لإرباك التحالف؟

الأحد 15 سبتمبر 2019 19:00:42
هل تصبح الشرعية ضلع رئيسي في خطة إيران لإرباك التحالف؟

رأي المشهد العربي

تتمادى الشرعية في مراوغاتها الساعية لإفشال حوار جدة الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأيده بشكل علني المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يفسح المجال أمام استغلال طهران لتلك الحالة الضبابية من أجل التمادي أيضاً في دعم تنفيذ عمليات إرهابية حوثية داخل الأراضي السعودية.

لا يمكن الفصل بين الإقدام على ارتكاب حادث إرهابي ضخم بحجم استهداف معملي شركة أرامكو وبين إصرار الشرعية على إطالة أمد الصراع في الجنوب أطول فترة ممكنة ويتوازى ذلك مع حملات إعلامية متتالية لا تتوقف عن توجيه الاتهامات الجزافية لدولة الإمارات العربية المتحدة واللعب على وتر وجود خلافات في صفوف التحالف.

التحالف العربي يعرف جيداً كيف يتعامل مع مراوغات الشرعية ويضيق الخناق عليها، فخطواته التي اتخذها بإصدار بيانات مشتركة وواضحة وصريحة أجهض كثيراً من المؤامرات التي تحركها قطر من الخفاء، ولكن في الوقت ذاته فإن المليشيات الحوثية تلعب على هذا الوتر جيداً ويبدوا أن مراوغات الشرعية تأتي بالتوافق مع أذرع إيران في اليمن، التي تكثف من عملياتها الإرهابية تجاه المملكة العربية السعودية في توقيت يحاول فيه التحالف إنهاء التمرد الإخواني داخل الحكومة.

قد تكون خطوات وزراء الشرعية الذين فروا هاربين وأعلنوا إضرابهم عن العمل، بالمخالفة لما يحدث في جميع بلدان العالم حيث أن ذلك يقتصر على العمال والمواطنين، هدفها أيضاً إرباك التحالف العربي الذي لم يدخر جهداً في دعم حكومة الشرعية، وقدم لها جميع التسهيلات التي تجعلها مهيأة لتأدية عملها، وهو ما حاولت المليشيات الحوثية أن تصوره على أنه فشل للتحالف بالرغم من أن ذلك خطة إصلاحية قطرية تلقى الدعم والموافقة من إيران.

أزمة الشرعية في اليمن أنها مختطفة بيد مليشيات الإصلاح الإخواني، وتسيرها وفقاً لمصالح قطر التي تتوافق مع إيران مما يجعلها تصب في النهاية في دعم مؤامرات طهران، ويساهم ذلك في أن تصبح ضلعاً رئيسياً في خطط إيران الساعية لإرباك التحالف العربي.

لكن في المقابل فإن التحالف العربي يدرك جيداً أن التعامل مع ذلك الموقف يتطلب حنكة سياسية وعسكرية أيضاً وهو ما يجعله حريصاً في الخطوات التي يقدم عليها للتعامل مع هذه الأزمة أو ذاك، ويحاول أن يخرج معافى من سموم الشرعية بمزيد من التوافق والتلاحم والقوة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

على أن يكون ذلك مدعوما بقرارات تستهدف إعادة هيكلة الشرعية، وهو ما ظهرت بوادره من خلال بعض الأنباء التي تناقلها البعض بشأن إبعاد عدد من وزراء الشرعية وعلى رأسهم وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، وأن ذلك قد يكون مقدمة لتطهير شامل قد يجري بهدوء وثبات بعيداً عن ضجيج الشرعية الساعي لدعم المخطط الإيراني.