إدانة على مضض.. هجمات أرامكو يكشف التغاضي الأممي عن الجرائم الحوثية
أحد أهم الأسباب التي أطالت أمد الأزمة الراهنة في اليمن التي اندلعت مع الانقلاب الحوثي في صيف 2014، هو التعامل الأممي مع الجرائم عديدة الأوجه والصنوف التي ارتكبتها المليشيات.
المنظمة الدولية متهمةٌ من قِبل العديد من الأطراف بأنّها تتساهل أمام الجرائم التي يرتكبها الحوثيون، وتكتفي بإصدار بيانات لا تغني ولا تثمر من جوع.
أحدث مع أقدمت عليه المنظمة الدولية في هذا الصدد، صدر على لسان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث الذي قال إنّ استهداف الحوثيين منشأتين نفطيتين في السعودية يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي.
وأعرب في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني، عن قلقه البالغ إزاء الهجمات بالطائرات المسيّرة على اثنتين من المنشآت النفطية الرئيسية في السعودية، التي تبناها الحوثيون.
وأضاف جريفيث أنَّ هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية، داعيًّا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس، ومنع تكرار حوادث كهذه، وأشار إلى أنّ هذه الحوادث تشكل تهديداً خطيراً على الأمن الإقليمي، وتزيد من تعقيد الوضع الهش أصلاً، مشيرًا إلى أنّها تعرّض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للخطر.
وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت أمس السبت، مسؤوليتها عن استهداف منشأتين نفطيتين سعوديتين بعشر طائرات مسيرة، وذلك بعد ساعات من إعلان السعودية إخماد حريق شب في معملين تابعين لـ"أرامكو".
كما حمّلت الولايات المتحدة الأمريكية، إيران مسؤولية الهجوم على معملي أرامكو، وقال وزير خارجيتها مايك بومبيو إنّ طهران شنت هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة.
وأضاف بومبيو: "طهران تقف خلف أكثر من 100 هجوم على المملكة بينما تتظاهر حكومتها بالدبلوماسية".
الأزمة في اليمن عرفت على مدار السنوات الماضية، الكثير من البيانات التي أدانت جرائم ترتكبها مليشيا الحوثي، وتطالبها بالجنوح نحو طريق السلام، بينما يرى محللون أنّ هذه البيانات لا تستحق قيمتُها ذلك الحبر الذي كُتِبت به.
وتوّجه إلى الأمم المتحدة العديد من الاتهامات بشأن التساهل إزاء الجرائم العديدة التي يرتكبها الانقلابيون دون استخدام نفوذ دولي مطلوب لوقف هذه الانتهاكات وإتاحة الفرصة لمسار سياسي مستقيم ينهي الحرب ويوقف معاناة المدنيين.