هجوم أرامكو وإدانة عبد الملك المصطعنة .. ثعابين إخوانية ترقص على كل الحبال
بعدما سيطر حزب الإصلاح على مفاصل حكومة الشرعية، منحها الصفة التي تتسم بها الجماعة الإرهابية على مدار تاريخها، وهو الرقص على كل الحبال.
مارست حكومة الشرعية هذه العادة الإخوانية، مستغلةً الهجوم الذي استهدف معملي شركة أرامكو السعودية لتسير على هذا الطريق الشائك.
تصنّعت حكومة الشرعية، إدانةً كاذبة للهجوم الحوثي على معملي ارامكو، وقد جاء ذلك على لسان رئيس الحكومة معين عبد الملك، الذي قال عبر حسابه بموقع "تويتر"، إنّهم يدينوا الاستهداف الإرهابي للميلشيات الحوثية لمعملين في شركة أرامكو.
عبد الملك - في تغريدته - اعتبر الهجوم تصعيداً لسياسات إيران وأذنابها لزعزعة استقرار المنطقة وتهديد الاقتصاد العالمي.
وادعى عبد الملك، الوقوف إلى جانب المملكة وقيادتها وشعبها، وقال إنّ التعدي على أمنها استهدافاً لأمن المنطقة والعالم.
تظاهر حكومة الشرعية بإدانة الهجوم على السعودية أثار الكثير من السخرية من هذا الفصيل، الذي ردّ الجَميل للرياض بأن تحالف مع المليشيات الحوثية وتقارب معها سراً وعلناً واستهدف التحالف العربي من خلال هذا التوجه.
وتُظهر حكومة الشرعية الكثير من التناقض في التعامل مع السعودية، على الرغم من الجهود التي قدّمتها المملكة على مدار سنوات الأزمة لدعم نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي.
ولعل أكثر معالم هذا التناقض قد تجلّت في تعامل حكومة الشرعية مع حوار جدة الذي دعت إليه المملكة، حرصاً منها على ضبط الأوضاع ومنع التصعيد في الجنوب بعد العدوان الذي شنّته مليشيا الإخوان على أرض الجنوب.
ففي الوقت الذي تهاجم فيه حكومة الشرعية محادثات جدة، فقد أكّد مسؤولون نافذون في الشرعية حرصهم على المشاركة في الحوار.
وأمس الأول الجمعة، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مسؤول بارز بحكومة الشرعية، في رده على سؤال عن آخر نتائج حوار جدة، قوله إنّ "الأمور هناك تمضي بسرية"، معتذراً عن عدم التعليق أو إعطاء تفاصيل قائلًا: "لست مخولاً بأي حديث".
لم يحمل تصريح الرجل، الذي لم تسمه الصحيفة، أي معلومات بشأن الحوار القائم حالياً في جدة، لكنّه أكّد مشاركة حكومة الشرعية في هذا الحراك، وذلك على الرغم من هجوم إعلامي وسياسي حاد من قِبل "أبواق الشرعية" تحاول علناً نسف هذا الحوار.
وكان المتحدث باسم حكومة الشرعية راجح بادي سبق أنّ قال إنّهم لن يشاركوا في أي حوار مع المجلس الانتقالي، وذلك خلافاً لما صرّح به المسؤول البارز الذي تحدّث لـ"الشرق الأوسط".
تُظهِر مواقف حكومة الشرعية إزاء التطورات الراهنة تناقضاً كبيراً يكشف عن تهاوي هذا المعسكر المخترَق إخوانياً، بعدما فشلت مؤامراته التي استهدفت النيل من الجنوب، أرضاً وشعباً وهوية.
ويحمل هذا التناقض، احتمالات قائمة بقوة تشير إلى أنّ مليشيا الشرعية الإخوانية تُجهِّز لتصعيد عداوني ضد الجنوب، وهو ما يفرض استعداداً جنوبياً حازماً وحاسماً للتصدي لهذه المؤامرات.
وعبّر عن هذا الأمر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي فضل الجعدي، الذي قال إن مليشيا الإخوان مستمرة في تجهيز عناصرها بحشود متواصلة إلى شبوة.
وغرّد عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "بإشراف المقدشي والعرادة ورئيس الأركان يستمر حزب الإخونج بتجهيز قواته بحشود متواصلة إلى شبوة وبشكل مكثف مع تعزيزات جديدة بأسلحة ثقيلة".
وأضاف: "في الوقت الذي نحترم به دعوة المملكة العربية السعودية للحوار فإننا نرصد تلك التحركات أولا بأول ولن تقف قواتنا مكتوفة الأيدي".
وتابع: "نملك القدرة في الدفاع عن أنفسنا ، ونحذر القوى الظلامية التي تحاول الالتفاف على حوار جدة وخداع التحالف كما هي عادتها، من مغبة اللعب بالنار ونسف جهود التحالف العربي في مواجهة الانقلابيين الحوثيين بتغيير مسارات المعركة".