«لوددت أن أكون جنوبياً»

الاثنين 16 سبتمبر 2019 19:00:21
«لوددت أن أكون جنوبياً»

رأي المشهد العربي

"لو لم أكن جنوبياً لوددت أن أكون جنوبياً".. النسخة الجنوبية من المقولة التاريخية الشهيرة لأحد زعماء التاريخ المصري في العصر الحديث وهو مصطفى كامل، تتجسَّد بقوةٍ في وطنٍ اسمه الجنوب، وشعب يفعل المستحيل.

في خضم التحديات المتلاحقة على مدار السنوات المتتالية، برهن شعب الجنوب حجم جسارته، كيف أنّ شعباً يبحث عن استعادة دولته، فيضحي بالغالي والنفيس، يصطف خلف قادته السياسية والعسكرية، يحتشد من أجل حريته، يقف وقفة رجل واحد أمام "ارتباطٍ" لا مناص من فكه.

أثبت الجنوب، شعباً وقوةً عسكرية وقيادةً سياسيةً، أنّ هذه المعادلة غير قابلة للتفكّك، معادلةٌ تردع الأعداء، وتقف شامخةً في مواجهة الأشرار، أولئك الذين يتآمرون أكثر مما ينامون ويأكلون ويشربون.

منح شعب الجنوب، ببسالته غير المستغربة، حاضنة شعبية لقادته السياسية والعسكرية، ليحمل الثلاثي أمل دولةٍ تعود مستقلةً كما كانت.

جسارة الجنوبيين على مختلف الأصعدة تجسّدت في مواجهة المؤامرات التي تحملها حكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، التي شنّت مليشياته عدواناً غاشماً على الجنوب، والتي فضحت كم العداء الذي تحمله حكومة الشرعية الإخوانية ضد الجنوب، أرضاً وشعباً، أمناً وهويةً.

وفي ظل المؤامرات التي تنفِّذها مليشيا الإخوان التابعة للشرعية ضد الجنوب، تتبع القيادة السياسية ممثلة في "المجلس الانتقالي الجنوبي" سياسة النفس الطويل في إطار مكافحة هذا العدوان المتلفح بغطاء الشرعية.

نفذت مليشيا الشرعية "الإخوانية" عدوانها على الجنوب بغية النيل من أمنه واستقراره وحق شعبه في تقرير مصيره وفك الارتباط عن الشمال، لكن العدوان الشمالي ردعته بطولات خالدة سطرتها القوات المسلحة الجنوبية، أولئك الأفذاذ الذين ضحّوا بدمائهم حفاظاً على الجنوب، أرضاً وشعباً وهوية.

في الوقت نفسه كانت القيادة السياسية في الموعد أيضاً، عندما بادر المجلس الانتقالي بالموافقة على دعوات الحوار التي وجّهتها المملكة العربية السعودية، وقد سافر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على الفور إلى مدينة جدة لخوض هذا الحراك السياسي ويحمل على كاهله طموحات شعب وأمل أمة.

تشير القراءتان إلى إتباع سياسة النفس الطويل حتى اللحظة الأخيرة، بين استعداد عسكري كامل لردع الهجمات العدائية من قِبل حكومة الشرعية، وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة أمام الحل السياسي على الرغم من أن الجنوب معتدَى عليه، ولم يفعل شيء سوى الدفاع عن نفسه.