الطائرات الإيرانية المسيرة على أرامكو ترتد في قلب طهران

حاولت المليشيات الحوثية أن تلفت الأنظار عن الجاني الحقيقي في الحادث الإرهابي الذي استهدف معملي شركة أرامكو السعودية، بعد أن أعلنت بعد دقائق معدودة مسؤوليتها عن الحادث، غير أن رائحة طهران ظهرت سريعاً ولم تنطلي الخدعة على التحالف العربي الذي أشار إلى أن التحقيقات مازالت جارية للتعرف على الجهة التي قامت بإطلاق الطائرات المسيرة.

وعلى مدار اليومين الماضيين أشارت تقارير عدة بأن الصواريخ قد تكون قد انطلقت من إيران، وقالت شبكة سي إن إن الإخبارية نقلاً مصادر إخبارية، إن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية انطلق من داخل إيران، وهو ما يعنى أن طهران أضحت المتهمة الأولى في الحادث، بما سيجعلها في مواجهة مفتوحة ليس مع المملكة العربية السعودية فحسب، بل مع العالم أجمع.

وأشار مسؤول أميركي، بحسب ما نقلت عنه شبكة سكاي نيوز عربية، إلى أن اتساع رقعة ودقة الهجمات توحي أن الضربة جاءت من الغرب والشمال الغربي، وليس من قبل الحوثيين في اليمن، الأمر الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قائلا: "ما من دليل على أن الهجوم جاء من اليمن".

ويرى محللون أن هذا الهجوم يزيد من فضح خطط إيران لاستفزاز الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بعد تخبطها داخليا وخارجيا نتيجة العقوبات الأميركية القاسية المفروضة عليها.

وذكر مسؤول رفيع بإدارة ترامب لشبكة "إيه بي سي نيوز"، الأحد، أن الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين انطلق من الأراضي الإيرانية.

وبيّن الكولونيل ستيف جانيارد، المقاتل الطيار السابق، والمسؤول في الخارجية الأميركية أن "الحوثيين هاجموا سابقا أنابيب نفط، لكن الهجوم على بنية تحتية تسهل عمليات إنتاج النفط من الصعب إصلاحها وتأخذ وقت طويلا حتى تعود لطبيعتها، يعد تصعيدا خطيرا"

وكشف مصدر بالبيت الأبيض وصفته شبكة أخبار أمريكية بـ"المسؤول الكبير"، اليوم الإثنين، عن تفاصيل جديدة في الهجمات التي استهدفت منشأتين للنفط في المملكة العربية السعودية.

ونقلت شبكة ”إيه بي سي“ الإخبارية، عن المسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترامب قوله إن هناك قناعة رسمية، حتى لو لم تصدر بيانات رسمية، بأن ما تعرّضت له منشآت نفط ”أرامكو“ السعودية مطلع الأسبوع الحالي هو ”عمل إيراني له سوابق مماثلة“.

وأشار المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن إيران سبقت عملية أرامكو بعمليات مماثلة تضمنت حوالي 12 صاروخ كروز، وأكثر من 20 طائرة مسيّرة، وأن القصف كان يتم من مواقع إيرانية، لم يحددها ما إذا كات برية أو بحرية.

وأعلن مسؤولون أمريكيون، اليوم الاثنين، عن أن واشنطن تدرس إمكانية زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية مع السعودية بعد الاعتداءات على منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو.

ومن جانبه أكد التحالف العربي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في هجومي خريص وبقيق إيرانية، وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين، في الرياض :" لدينا القدرة على مواجهة هذه الاعتداءات".

وأوضح المالكي، أن هجوم أرامكو عمل إرهابي واستهدف أمن الطاقة العالمي وليس فقط أمن السعودية، موضحا ًأن النتائج الأولية للتحقيقات، تشير إلى أنه لم ينفذ من الأراضي اليمنية كما زعمت ميليشيات الحوثي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامت، قد أعلن في وقت متأخر من مساء الأحد، أن الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" للرد على الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، والذي كانت واشنطن حمّلت إيران المسؤولية عنه.

وقال في تغريدة على تويتر إن "إمدادات النفط في السعودية تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للرد بناء على عملية التحقّق، لكننا ننتظر من المملكة أن تُخبرنا مَن تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدمًا".