الجريمة الحوثية الكاملة.. قتلٌ بالألغام واستهدافٌ للأقلام
"يرتكبون الجُرم ويستهدفون كاشفه".. استراتيجية مروّعة تتبعها مليشيا الحوثي الانقلابية، تحاول من خلالها تصعيد عملياتها الإرهابية، وتستهدف الصحفيين الذين يحاولون فضحها.
المليشيات الحوثية كثّفت في الفترة الأخيرة من زراعة الألغام التي تسعى من خلالها إلى تكبيد المدنيين أثماناً فادحة.
تقارير رسمية تشير إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
في الوقت نفسه، تعمّدت المليشيات الموالية لإيران تصعيد استهداف الصحفيين، عقاباً لهم على فضحهم للجرائم التي تقدِم على ارتكابها.
وتوثِّق تقارير حقوقية تعرُّض العديد من الصحفيين في مناطق سيطرة الحوثي لانتهاكات جسيمة، منها القتل والاختطاف فضلاً عن مداهمة المؤسسات الإعلامية والصحفية وإغلاق معظمها.
وتمثّل انتهاكات حرية الرأي والتعبير ما نسبته 80% من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، ما بين قتل واعتقـال وإخفـاء قسـري وتعـذيب.
ويؤكّد حقوقيون أنّ الأعـداد المعلنة عن الضحايا من الصحفيين والإعلاميين أقل من الأعداد الحقيقية بسـبب ضـعف عمليـة رصد وتوثيق كل الانتهاكات، وعدم وجود بيئة مناسبة للعمـل الحقـوقي، فضلاً عن غياب العمل المهني وتحوُّل الصحافة إلى إعلام حـربي.
وكشفت نقابة الصحفيين، في يوليو الماضي، عن 62 حالة انتهاك بحق منتسبي السلطة الرابعة، خلال الأشهر الستة الماضية، تنوعت ما بين القتل والاعتداء والتهديد والمصادرة والتعذيب والشروع في القتل، وكذا حجب مواقع إخبارية ومصادرة مقتنيات الصحافيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم وترويعهم.
وبحسب تقريرٍ للنقابة، فإنّ الحوثيين ارتكبوا الجزء الأكبر من مجمل تلك الانتهاكات، بواقع 39 حالة بنسبة 63% فيما ارتكبت بقية الأطراف، قرابة 15 حالة، و5 حالات ارتكبتها جهات مجهولة.