جريفيث والمهمة اليمنية.. السفينة التي غرقت والمنظمة التي فشلت
"اليمن يبدو أنه يتحرك بعيداً عن السلام الذي نسعى إليه جميعاً".. رسالة محبطة صدرت عن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، جاءت لتعبِّر عما يُوصف بـ"الإخفاق" الذي لازم أداء الأمم المتحدة في التعاطي مع الأمم المتحدة.
جريفيث أدلى بهذا التصريح خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك للنظر في الأوضاع في اليمن، والتي استهلها بالحديث عن العدوان على شركة البترول السعودية أرامكو.
قال المبعوث إنّ هذا الهجوم الإرهابي يحمل على أقل تقدير خطر جر اليمن إلى حريق إقليمي، وأضاف: "بسبب أمر واحد يمكن أن نكون متأكدين منه، وهو أنَّ هذا الحادث البالغ الخطورة يزيد كثيراً فرص الصراع الإقليمي، وهذا ليس جيداً بشيء لليمن بل إنه مرعب بصراحة".
وأضاف: "الواقعة تتعارض تماماً مع الكثير من المحادثات التي أجريتها خلال الأسابيع الماضية من لمصلحته القيام بسلسلة خطوات من قبل الأطراف في اتجاه خفض التصعيد".
وتابع: "ليس من الواضح تماماً من يقف وراء الهجوم، لكن حقيقة أن جماعة الحوثي أعلنت مسؤوليتها أمر سيئ بما يكفي.. أياً ما يكشفه الهجوم، فهو مؤشر أكيد غير جيد".
تحمل تصريحات جريفيث الكثير من المخاطر حول مستقبل الأزمة في اليمن، لا سيّما حال ربطها بالهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة ارامكو في الداخل السعودي، لكنّها في الوقت نفسه تنضم إلى سلسلة من تعاطي أممي مع الأزمة القائمة منذ صيف 2014، يميل إلى الاكتفاء بإصدار البيانات ذي الدبلوماسية الفاترة.
ولا يمكن تبرئة التعاطي الأممي مع الأزمة، من غرق سفينة اليمن، فالأزمة عرفت على مدار سنوات، الكثير من البيانات التي أدانت جرائم ترتكبها مليشيا الحوثي، وتطالبها بالجنوح نحو طريق السلام، بينما يرى محللون أنّ هذه البيانات لا تستحق قيمتُها ذلك الحبر الذي كُتِبت به.