توسّع إخواني في تجنيد الأطفال.. مليشياتٌ على درب الحوثيين تسير
برهن حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، الذي يسيطر عبر مليشياته على حكومة الشرعية، أنّه لا يختلف عن مليشيا الحوثي الانقلابية، باعتبار كل منهما فصيلاً إرهابياً يمارس أبشع صنوف الجرائم والفظائع.
مدير مركز عدن للأبحاث في واشنطن أحمد الصالح كشف اليوم الثلاثاء، أنّ مليشيا الإخوان المنضوية تحت لواء الشرعية، والتي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، تقوم بتجنيد أطفال قصر وتزج بهم بمعارك شبوة وأبين، ضمن عدوانها المستمر على الجنوب.
الصالح قال: "على غرار ما تفعله (مليشيا) الحوثي في الشمال، فإنّ الشرعية تنتهك القانون الدولي والدستور وتُجنِّد أطفالاً قصراً وتزج بهم في محرقة المعارك جنوباً دون أي اعتبارات".
شهادة الصالح، أكّدت ما سبق أن كشفته مصادر ميدانية وثّقت رؤية أطفالاً ضمن صفوف مليشيا الشرعية الإخوانية، كما انتشرت صورة أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مقتل طفل خلال مواجهات عسكرية في عتق.
وبينما تملك المليشيات الحوثية باعاً طويلةً في جُرم تجنيد الأطفال والزج بهم في المواجهات العسكرية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، مخلفةً وراءها وضعاً شديد المأساوية والتي وصلت - بحسب أحدث إحصائية حقوقية - إلى تجنيد ما لا يقل عن 18 ألف طفل، فقد سارت مليشيا الشرعية على الدرب نفسه، معيدةً ارتكاب الجُرم نفسه.
وإزاء العدوان الإخواني الغاشم على الجنوب، فقد استخدمت مليشيا الشرعية صنوفاً مختلفة من الجرائم الفتاكة التي كشفت النقاب عن وجهها الإرهابي الذي يستهدف المدنيين ويروِّع الآمنيين، ويسعى لنهب الثروات والسيطرة على المقدرات.
إقدام مليشيا الشرعية على تجنيد الأطفال أسوةً بما ترتكبه المليشيات الحوثية في هذا الصدد، أمرٌ يعزِّز من حجم التقارب بين هذين الفصيلين اللذان يمارسان صنوفاً متنوعة من الإجرام.
ويمكن تفسير لجوء مليشيا الشرعية الإخوانية إلى تجنيد الأطفال، وهو الرفض الشعبي للانخراط في ميادين القتال في صفوفها، بعدما تحوَّلت من نظام يدافع عن شرعية إلى معسكرات إرهاب تؤوي المتطرفين وتحشد كارهي الحق في الحياة.
وهذا ليس الاستهداف الإخواني الأول للأطفال، فمن بين أشهر الجرائم - وربما أكثرها بشاعة - ما ورد في تقريرٍ صدر عن منظمة العفو الدولية قبل أشهر، وثّق عدد من حالات العنف الجنسي ضد الأطفال من قبل مسلحين تابعين لحزب الإصلاح في محافظة تعز.
وتحدَّثت المنظمة عن اغتصاب ثلاثة أطفال، ومحاولة الاعتداء الجنسي على رابع في الأشهر الماضية، فيما تلقت شكاوى بعشرات الانتهاكات التي مازالت بصدد التحقق من قبل أعضائها، فيما أشار تقريران طبيان إلى وجود علامات على التهتك الشرجي في حالتين ممن تعرضوا للاغتصاب، وهو ما يتفق مع شهاداتهم.
وأفادت أسر أربعة من الصبية الذين تعرضوا للاغتصاب - في مارس الماضي - أنّ أبناءهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في سلسلة من الحوادث على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وفي حالتين من هذه الحالات اكّدت أسرتان أنّ المسؤولين عن الاغتصاب أفراد المليشيات الموالية لحزب الإصلاح الإخواني.
من جانبها، قالت هبه مرايف مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية: "الشهادات الأليمة التي أدلى بها هؤلاء الصغار الذين تعرضوا للاغتصاب، وشهادات أسرهم تكشف كيف أن الصراع المستمر يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي في مدينة تعاني من ضعف أمني ومؤسسي؛ حيث يجد هؤلاء الضحايا وأسرهم أنفسهم وحدهم بلا حماية في مواجهة محنة الانتهاك الجنسي المروعة وعواقبه".