رسالة إلى التحالف.. المليشيات الحوثية = مليشيا إخوان الشرعية
رأي المشهد العربي
يعيش مئات ملايين العرب في شرق أوسط متداخلة خيوطه، ومتشابكة معالمه، لكن هذا الوضع الذي أفرزته أحداث 2011م وما تلاها يمكن أن يشكل إطاراً مهماً في التعامل مع القضايا المزمنة.
أحد أهم هذه القضايا هو الخطر الناجم عن إرهاب جماعة الإخوان، الذي مارست تطرفاً مرعباً في دول مثل مصر وسوريا وليبيا، زجّ بهذه الدول في أزمات، لم تخرج منها بعد.
في اليمن كان الوضع مشابهاً -مغايراً في الوقت نفسه، إذ تجلى التشابه في ممارسات إرهابية مروعة أقدم على ارتكابها حزب الإصلاح الإخواني، انخرط ضمنها في تقارب مريب مع منظمات متطرفة، وارتكب جرائمها وفظائعها.
لكن المغاير في الحالة اليمنية كان السماح للحزب الإرهابي لأن ينخر في عظام الشرعية كسرطان خبيث لن يجد صعوبةً من الإجهاز على جسد متهالك في الأساس، فأصبح حزب الجماعة (المُصنّفة إرهابية) متحكماً في نظام "المؤقت" عبد ربه منصور هادي.
وإزاء الفشل الإخواني في كل تجارب الجماعة بالدول التي نشطت بها، كان منطقياً ومتوقّعاً مفهوماً أن يدفع اليمن ثمناً مشابهاً، وتكبَّد ملايين المدنيين أثماناً فادحة جرّاء هذا العبث الإخواني.
يشير هذا الواقع إلى ضرورة حتمية بأن يتغير المشهد الراهن، فأصبح التخلص من مليشيا الإخوان المتسترة بعباءة الشرعية الواهمة أمراً لا يجب أن يتأخر أكثر من ذلك.
وبالنظر إلى دور التحالف العربي الكبير في مواجهة إرهاب مليشيا الحوثي الانقلابية، بات عليه في الوقت نفسه التصدي للإرهاب الإخواني الذي لا يقل خطراً عن جُرم الانقلابيين.
ويملك التحالف كل الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين التي شوّهتها مليشيا الإخوان لتعزيز التقارب فيما بينهما.