قراءة في مبادئ جريفيث السبعة.. هل انقلب المبعوث على حكومة هادي؟

الأربعاء 18 سبتمبر 2019 20:02:50
قراءة في مبادئ جريفيث السبعة.. هل انقلب المبعوث على حكومة هادي؟

يحمل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث مهمة بالغة الصعوبة من أجل إحلال سلام، في وقتٍ تقف فيه الأمم المتحدة - على ما يبدو - عاجزةً عن إلزام المليشيات الحوثية بأي تسوية.

جريفيث كتب مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" المريكية، طرح خلاله سبعة مبادئ رأى أنّها تُشكِّل خطة لإحلال السلام.

يرى جريفيث أنّه يجب تشكيل حكومة يمنية جديدة تكون ملتزمة بإحلال السلام وألا تستخدم العنف لتحقيق غاياتها في إشارة إلى العبث الذي يرتكبه حزب الإصلاح الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية، وأن تكون الحكومة أكثر من مجرد تحالف بأن تكون هناك شراكة شاملة بين الأحزاب السياسية التي تتخذ الآن جوانب مختلفة مع حل الخلافات من خلال السياسة.

المبدأ الثالث الذي وضعه جريفيث، تضمّن أنّه يجب على الحكومة ضمان عدم استخدام اليمن للهجمات على الجيران أو أي اعتداء خارجي وأن يكون هذا الاتفاق بين قادة اليمن الجدد وجوارها.

المبدأ الرابع أن تُبنى الحكومة وتلتزم بمسؤوليتها التاريخية المتمثلة في ضمان سلامة التجارة التي اعتمدت منذ آلاف السنين على أمن البحار وتتولى حراسة الحدود، أمّا المبدأ الخامس فهو أن يقوم اليمنيون بالقضاء على التهديد الإرهابي بكافة صورة.

أمّا المبدأ السادس أن يضمن جيران اليمن رخاء واستقرار سكانه من خلال التجارة والسخاء الذي سيزيل ندوب هذه الحرب، والسابع أنّ شكل اليمن المستقبلي ينبغي تحديده فقط من قبل اليمنيين المتحررين من ضغوط الحرب وعلى استعداد للتفاوض حول مستقبل بلدهم بحسن نية.

يؤكّد جريفيث في مقاله، أنّ هذه العناصر السبعة معروفة للجميع في اليمن الذين يدرسون السلام والقادة في جميع أنحاء العالم، لا سيَّما أولئك الذين في المنطقة الذين أنفقوا الدم والمال للبحث عن طريق للعودة من حالة الحرب.

وأضاف: "تطبيق هذه المبادئ يمكن أن يحول اليمن من مصدر للعنف والإرهاب والأزمة الإنسانية إلى منطقة ذات استقرار نسبي في منطقة متقلبة بشكل متزايد".

حديث جريفيث يحمل الكثير من الدلالات، أهمها الدعوة لتشكيل حكومة جديدة، ما يعني انقلاباً سياسياً أممياً على حكومة هادي الراهنة، التي تخضع لسيطرة "إرهاب الإصلاح"، في تأكيد أممي أنّ الحكومة بشكل الراهن (مع الاختراق الإخواني) ستكون مسؤولة عن تردي الأوضاع أكثر.

الإقرار الأممي، حتى وإن كان غير مباشر، بفشل حكومة الشرعية يتوجّب أن تكون رسالة حازمةً تصل إلى التحالف العربي، الذي بات يتوجّب عليه أن يستخدم نفوذه للإطاحة بالسيطرة الإخوانية وانتشال حكومة الشرعية من وضعها الراهن.

لكن ما يلفت الانتباه في مبادئ المبعوث الأممي أنّها لم تأتِ بقريب أو من بعيد تجاه المليشيات الحوثية، إلا إذا كان جريفيث قصد تضمين الانقلابيين ضمن الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية.

سيكون جريفيث مخطئاً إن كانت حساباته تعتبر الحوثيين مكوناً سياسياً يمنياً، فهذا الفصيل عبارة عن كيان مليشياوي ارتكب كل صنوف الإرهاب.