هجوم أرامكو وشماتة الإصلاح والإرهاب الذي افتُضح أكثر
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي انهالت فيه الإدانات الدولية تنديداً بالهجوم الإرهابي الذي استهدف معمليّ شركة أرامكو السعودية، برهن حزب الإصلاح الإخواني الذي يسيطر على حكومة الشرعية على وجهه الإرهابي دعماً لمثل هذه الاعتداءات.
الأبواق الإعلامية الناطقة بلسان حزب الإصلاح الإخواني لم تفوّت الهجوم الإرهابي قبل أن تُظهر "شماتة مُبطنة"، أكدت -ما لم يكن في تأكيد -حول دعمها للإرهاب الحوثي المروِّع.
وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح عمدت في الأيام الأخيرة، إلى الترويج لما اعتبرتها "قوة حوثية نوعية" تجلت في الهجوم على شركة أرامكو، مدعيةً امتلاك الانقلابيين أسلحة متطورة قادرة على استهداف العمق السعودي.
ما يمكن اعتباره احتفاء إخوانياً لم يقتصر فقط على وسائل إعلام "الإصلاح" وحسب، بل انخرط الكثيرون من أتباع جماعة الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إظهار تأييد ولو بشكل غير مباشر.
وعلى الرغم من ذلك، حاول بعض قادة "الإصلاح" ممن يُعرفون بنفوذ كبير داخل حكومة الشرعية "ركوب الموجة" عبر إدانات مصطنعة للهجوم الإرهابي والادعاء بالوقوف بجانب المملكة.
تعامل "الإصلاح" مع الهجوم على شركة أرامكو في الداخل السعودي عزّزت من الاستراتيجية التي اتبعها الحزب لسنوات عدة، والتي قامت على تحالف متين مع المليشيات الحوثية على الرغم من تستُّر الحزب بعباءة الشرعية.
وكبّد التقارب بين الحوثي والإصلاح، التحالف العربي أثماناً كبيرة، لعل أهمها إطالة الحرب في اليمن حتى الوقت الراهن، بعدما عمد الحزب إلى تجميد جبهات قتال مهمة أمام الحوثيين من جانب، أو تسليم الانقلابيين كثيراً من المواقع الاستراتيجية مما أخّر حسم الحرب لصالح التحالف العربي.
وبينما تبحث السعودية (قائدة التحالف) عن خيارات رد مناسبة على هذا الهجوم النوعي، فإنّ أحد أهم الإجراءات التي يتوجّب العمل عليها فوراً، هو إعادة هيكلة حكومة الشرعية على النحو الذي يقضي على السيطرة الإخوانية عليها، باعتبار أنّ الوضع الراهن يدعم الحوثيين لأبعد حد ممكن.