قراءة المشهد العربي.. كيف تتأثر المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية بهجوم أرامكو؟
مثّل الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة أرامكو السعودية يوم السبت الماضي، تطوراً نوعياً للهجمات التي تستهدف المملكة، ما يفرض تغييرات لازمة في تعاطي التحالف العربي مع المجريات الراهنة.
إلى الآن، لم تعلن الرياض الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم النوعي، إلا أن مليشيا الحوثي الانقلابية استبقت كل ذلك وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
من غير المستبعد أنّ المليشيات الحوثية (الموالية لإيران) تحاول من خلال هذا التبني، ترويج قوة نوعية تملكها، وتمكّنها من استهداف المملكة بشكل أكبر، إلا أن شبه المؤكد أنّ رائحة طهران تفوح من هذا العمل الإرهابي.
وبعيداً عن مسؤولية الحوثي عن هذا الهجوم وصدقها من كذبها، فإنّ هذا الهجوم يفرض على المملكة باعتبارها قائدة التحالف العربي الإقدام على بعض التغييرات في الاستراتيجية التي تتعامل بها مع معطيات الأزمة اليمنية.
مدعى هذا التغيير اللازم هو أنّه من الصعب فصل الحرب في اليمن عن الهجوم الإرهابي على شركة أرامكو السعودية.
وبغض النظر عن المسؤولية الحوثية أيضاً، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم العمل وبشكل عاجل على تقويض المليشيات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، ويمكن أن يتم ذلك عبر تعاون دولي يعمل على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعقب هجوم أرامكو، لوّح أكثر من مسؤول أمريكي بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد أن هذا الهجوم ربما يتم الرد عليه عبر عملية عسكرية كبيرة وشاملة.
بالعودة إلى الحالة اليمنية تحديداً، فإن المليشيات الحوثية يجب أن ينالها نصيب كبير من العمل على تقويض أذرع إيران، وتكثيف العمليات النوعية التي تستأصل القدرات العسكرية للحوثيين عن بكرة أبيها.
في الوقت نفسه، يتوجب على التحالف العمل وبشكل فوري على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية التي شوّهتها حكومة الشرعية.
تسبّب الاختراق الإخواني (عبر حزب الإصلاح) لحكومة الشرعية في تأخير الحسم العسكري في مواجهة الحوثيين، بعدما انخرط الحزب في تقارب مرِّوع مع الانقلابيين، كبّد التحالف ثمن إطالة أمد الحرب إلى وضعها الراهن.
وأصبح الشغل الشاغل لإخوان الشرعية استهداف الجنوب وتعميق نفوذهم وثرواتهم مقابل تغييب شبه كامل للحرب على الحوثيين.
هجوم أرامكو المفزع يتوجّب أن يُقرأ من هذا المنطلق، وبات لزاماً على التحالف تغيير استراتيجيته إلى هذا النحو، لإيقاف هذا العبث ذي القدر الهائل.