الشرعية تتبادل الأدوار مع التنظيمات الإرهابية.. حضرموت نموذجاً

الجمعة 20 سبتمبر 2019 19:00:23
الشرعية تتبادل الأدوار مع التنظيمات الإرهابية.. حضرموت نموذجاً

رأي المشهد العربي

كشف الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس الخميس، واستهدف قائد قوات التحالف العربي وعدد من الجنود في حضرموت، عن وجود تبادل للأدوار بين مليشيات الشرعية، والتنظيمات الإرهابية التي تحتضنها في محاولة لإرباك الجنوب والتأثير في خطط التحالف العربي الساعية نحو الحوار السياسي في جدة باعتباره الحل الأمثل.

تبادل الأدوار بين الشرعية والتنظيمات الإرهابية يقوم على إطلاق عناصرها تصريحات إعلامية تشكك في جهود التحالف وتوجه اتهامات مباشرة وجزافية له بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية، وبالتالي يكون قد أحدث صدىً إعلامياً يشغل الرأي العام لتقوم هذه التنظيمات على الجانب الآخر بارتكاب جرائمها الإرهابية انطلاقاً من مناطق يتواجد فيها مليشيات الشرعية الإخوانية في الجنوب.

هذا بالتحديد ما جرى في حضرموت مؤخراَ، وحدث من قبل أكثر من مرة في العاصمة عدن وأبين، والمتابع للمشهد يستطيع أن يلاحظ أن الهجمات الإرهابية دائما ما يسبقها هجوماً إعلامياً من الشرعية على التحالف العربي، وهذه الهجمات يقودها بالأساس وزيري النقل والداخلية، المنتمين تنظيمياً إلى مليشيات الإصلاح الإخوانية.

لعل ما يبرهن على ذلك أن وسائل الإعلام التابعة للإصلاح اتهمت أطراف يمنية وإقليمية بالوقوف خلف الحادث من قبل أن تنتهي التحقيقات الجارية بالتعرف على الجهة المنفذة للحادث، وهو ما من شأنه لفت الأنظار عن الجاني الحقيقي الذي يتحالف معه ويقوي شوكته في مواجهة التحالف العربي.

دور الشرعية يحمل خبث إخواني معهود، إذ أن التنظيم دائما ما يختبئ خلف الجماعات والتنظيمات الإرهابية ليكون هو في النهاية الطرف البريء، على أن يتحمل تنظيمي داعش أو القاعدة مسؤولية الحادث، ويحقق ذلك أكثر من منفعة للحزب الذي يراوغ في مفاوضات جدة ويحاول أن يؤكد بأنه يوافق على الحوار بالرغم من سعيه على إفشاله بكافة السبل.

استهداف قائد قوات التحالف العربي في حضرموت يضرب حوار جدة السياسي الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية في مقتل، بعد أن أثبت أن الشرعية والتي يهيمن عليها -حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي- لا تسعى سوى للعمليات العسكرية والإرهابية في مواجهة أبناء الجنوب، وسعى ذلك الحادث لأن يحدث حالة من السلبية على جهود التحالف الذي يرفع راية الحلول السياسية والسلمية

ونتج عن الحادث الإرهابي استشهاد قائد قوات التحالف العربي في حضرموت، حيث كان يقود قوة لمداهمة منزل إرهابي في وادي بن علي بمدينة شبام، قبل أن يتم استهدافه بعبوة ناسفة، حيث استهدفت العناصر الإرهابية الطقم الأمني لحظة مروره في المسيال، مما أسفر عن سقوط 6 شهداء.