الحضرمي.. سكرتير الخارجية الذي أصبح وزيراً بسبب عدائه للتحالف العربي
أضحى العداء للتحالف العربي سمة أساسية للتعيين في حكومة الشرعية التي يهيمن عليها الإصلاح، بعد أن تمكن تنظيم الإخوان من إحكام سيطرته على قرارات الرئيس الانتقالي المؤقت عبدربه منصور هادي، ما كان دافعاً لأن يصدر ثلاث تعديلات على حكومته والبنك المركزي جاءت جميعا من المواليين للإصلاح والمعادين للتحالف العربي، كان أبرزها اختيار محمد الحضرمي وزيراً للخارجية.
بالنظر إلى سجل عمل الحضرمي فإننا نجد أنه لم يشغل من قبل منصب السفير طوال تاريخه، وعمل سكرتيراً للخارجية اليمنية خلال عامي 2014 و2015، ما يعني أنه الشخص الذي اختاره هادي وزيراً للخارجية لا يمتلك أي مؤهلات تجعله على رأس دبلوماسية الشرعية المترهلة بالأساس.
آخر منصب تولاه الحضرمي قبل أن توليه منصب نائب وزير الخارجية في عهد الوزير المستقيل خالد اليماني، شغله منصب نائب السفير اليمني في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يكلفه هادي بتسيير أعمال الوزارة في أعقاب استقالة اليماني قبل ثلاثة أشهر، وخلال تلك الفترة لم يظهر أي دبلوماسية أو نجاح يجعله خياراً يمكن الارتكان عليه لتولي منصب وزير الخارجية بشكل رسمي.
خلال فترة تواجده على رأس الدبلوماسية اليمنية بشكل مؤقت وجه الحضرمي سهامه باتجاه التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة بدلاً من أن يصوبها باتجاه المليشيات الحوثية وإيران، وبدا أنه شخص وديع في مواجهة الانتهاكات الإيرانية فيما ظهر كأنه مدافعاً عن الوطنية في هجومه المصبوغ بصغبة قطرية إخوانية ضد التحالف العربي.
ويري مراقبون أن هادي عين الحضرمي في منصب وزير الخارجية بعدما أظهر أداءً نال إعجاب الإصلاح منذ أحداث عدن، التي استغلها لتوجيه الانتقادات للتحالف العربي، كما أن القرار عبر عن رغبة الشرعية الساعية لإفشال حوار جدة في إشارة إلى أنها لا ترغب في استكمال الحوار الذي يرعاه التحالف العربي.
ومن جانبه قال القيادي في الهيئة الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجهدي إن "الشرعية أصبحت حمل ثقيل على كاهل التحالف العربي ولعله لأول مرة يحدث ان تنقلب شرعية على من جاء لإنقاذها وتعمل بكل الطرق والوسائل لعرقلة هذا المنقذ إلى الدرجة".
وضاف بالقول:" ناهيك عن مساعي حثيثة لتمزيق التحالف العربي كان آخرها تعيين وزيرا للخارجية مقرب من الإخوان ويفتقر إلى ادني درجات الدبلوماسية ولطالما أظهر العداء بتصريحاته لدول التحالف وخاصة دولة الإمارات .
وأكد أن هناك من عمل على اختطاف منظومة الشرعية وأصبح يستخدمها منذ اليوم الأول لتنفيذ أجندته بما في ذلك طعن دول التحالف في الخاصرة لحساب دول أخرى هدفها الرئيسي إنهاك المملكة العربية السعودية وإفشالها
ويرى مراقبون أن تعيين الحضرمي، ضاعف من حضور التيار المتطرف في الشرعية، بعد أن ساهمت شخصيات في توتير الأجواء وقادت الحملة الدبلوماسية المتطرفة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة والتي قادها الحضرمي بنفسه.