الاقتصاد اليمني.. ضحية الشرعية لتمويل إرهاب الإصلاح
في أكثر البلدان استقراراً على المستوى الاقتصادي لا يجرؤ أحد على إقالة خمسة محافظين للبنك المركزي خلال خمس سنوات متتالية، فالأمر ينتج عنه تغيير في السياسات النقدية التي تؤثر بدورها سلباً على عجلة الاقتصاد، وهي عجلة معطلة بالأساس في اليمن، بسبب فساد الشرعية التي تولي أهمية لدعم إرهاب الإصلاح تحت مسمى الدعم العسكري لقوات ما يدعى "الجيش الوطني".
عبًر القرار الأخير للرئيس الانتقالي المؤقت عبدربه منصور هادي بإقالة حافظ معياد، محافظ البنك المركزي بعد ستة أشهر فقط من تعيينه عن العشوائية غير المسبوقة للشرعية، وهي عشوائية مقصودة بغية تحقيق مكاسب شخصية وأخرى حزبية لأطراف تسعى للهيمنة على المال اليمني وتوجيهه حسبما تشاء.
وكشفت مصادر مطلعة عن كواليس إقالة محافظ البنك المركزي السابق حافظ معياد من منصبه، وجاءت الإقالة بعد رفض "معياد" صرف أموال طائلة لحساب المجهود الحربي الخاص بمليشيا الإخوان التابعة للشرعية.
وأضافت المصادر أن معياد رفض تنفيذ توجيهات "هادي" بصرف مبلغ 5 مليار ريال بشكل عاجل لمحافظة شبوة من أجل رفع مستوى الحشد العسكري لاقتحام محافظات الجنوب، ولفتت إلى أن التوجيهات بصرف تلك الأموال جاءت بمزاعم إعادة تنمية المناطق المتضررة في محافظة شبوة، وهو الأمر الذي لم ينطلي على "معياد" ورفض صرف تلك الأموال.
فيما ذهب البعض للتأكيد على أن رفض معياد توجيه الأموال للصرف الحربي ليس فقط سبباً في إقالته بعد أن دخل في مشادة مع ناصر نجل الرئيس الانتقالي المؤقت على خلفية إصرار الأخير بصرف مبلغ 50 مليون دولار مقابل إيجار الطاقة من إحدى الشركات التي يعد ناصر شريكا فيها بحضرموت.
كما رفض محافظ البنك المركزي المقال عددا من قضايا الفساد التي أراد اللوبي المحيط بهادي تمريرها، وصرف مبالغ كبيرة بعناوين ومشاريع وهمية، كما كان يحصل قبل تعيين معياد محافظا للبنك المركزي، بالتالي فإن كثرة التعديلات تعبر عن رغبة اللوبي المحيط بهادي باستخدام البنك المركزي والمحافظين المعينين فيه كواجهة لإدارة عمليات الفساد وتمويل عمليات تجارية خاصة بهم.
ويرى مراقبون إن إقالة حافظ معياد جاءت كقرار عقابي على موقفيه الأخيرين؛ الأول مطالبته بتوريد أموال فرع مآرب ورفضه صرف أي مستحقات خارج الميزانية، والثاني إصراره على استئناف العمل من عدن عقب أحداث أغسطس وتحييد المركزي عن الصراع السياسي والعسكري.
ومن جانبه كشف الكاتب الصحفي ياسر اليافعي، عن فضائح ستتسبب بانهيار الاقتصاد بالبلاد على يد هادي وصبية ميليشيا الإصلاح "إخوان اليمن، لافتا إلى أن القرارات وكأنها لعب كرة قدم.
وأضاف: "تغيير محافظ للبنك المركزي أمر خطير وخاصة انه جاء وبشكل عشوائي وتعيين شخص غير مصرفي"، وتابع: "ايش من بلد هذه يتلاعبون بالقرارات فيها وفق مزاجهم السياسي، والمواطن يدفع الثمن".
ونوه: "هذا محافظ البنك المركزي مش قايد مركز شرطة اهنتوا الدولة واقتصادها ورموزها"، واختتم تغريدته قائلاً: "ابشروا بانهيار اقتصادي كبير بمباركة حزب الإصلاح" .
وكان هادي قد أصدر مساء الخميس بتعيين الدكتور أحمد عبيد الفضلي، محافظاً للبنك المركزي اليمني.