توحيد السعودية والحرب الحوثية.. هادي يعزف على أوتار الكذب والتضليل
يجيد نظام حكومة الشرعية، وفي مقدمته الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، استخدام عبارات "رنّانة" تخفي وراءها الكثير من الحقائق، التي تكشف عن توجهات هذا الفصيل المثير للكثير من الريبة.
بالحديث عن هادي تحديداً، فإنّ الرجل يُلاحظ أنّه يجيد العزف على الأوتار السياسية في قضايا وأزمنة مختلفة، يسعى من ورائها إلى خلق صورة ذهنية معينة عن "شرعيته" التي أغرقها سيلٌ كبيرٌ من الاتهامات والفضائح.
ولعله القدر الذي ذلك جعل "المؤقت" هادي أن يصدر بيانَين في ذكرى تاريخيَن مهميَن، أحدهما هو الذكرى العظيمة لليوم الوطني السعودي، والآخر لذكرى انقلاب المليشيات الحوثية، إذا حرص هادي على التناغم مع الحدثين، بعبارات أثارت الكثير من الجدل.
فيما يتعلق بذكرى الحرب الحوثية وسيطرة الانقلابيين على صنعاء في صيف 2014، قال هادي إنّ "صفحة المليشيات ستطوى دون رجعة وستُستعاد مؤسسات الدولة ويعود اليمن فاعلاً في محيطه الإقليمي والدولي".
هادي، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام تابعة لحكومة الشرعية، وجّه لمزيدٍ من اليقظة والتدريبات وترتيب الصفوف لاستكمال تحرير الأراضي من سيطرة الحوثيين".
تصريحات هادي في هذا الصدد، تثير الكثير من الجدل والريبة، فالرجل الذي يقود نظاماً يُفترض أن الحرب على الحوثيين هي شغله الشاغل، ترك "شرعيته" لسيطرة فصيل إرهابي عاثى في الأرض فساداً وحرَّف مسار الحرب وشوَّه بوصلة المواجهة، بل وانخرط في تقارب مع الحوثيين، فاقم الحرب بشكل كبير، وهي مليشيا حزب الإصلاح الإخواني التي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر.
موافقة هادي على هذا الوضع المتردي عبّر عنها بـ"صمته" إزاء ما حدث ولا يزال يحدث، بل عمل في ذات الوقت على تعزيز نفوذ حزب الإصلاح في حكومة الشرعية، في إشارة إلى ما يبدو إلى أنّ نظامه أصبح فرعاً لجماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها في اليمن "حزب الإصلاح".
هذا الواقع المروِّع وصمت هادي المريب يؤكّد أنّ نظامه "المؤقت" وحكومته لا تعبأ بالحرب على الحوثيين، وتعمل وفقاً لأجندة مصالح أخرى تُحرِّكها "أهواءٌ إرهابية" ومصالح شديدة التطرف، وهو ما يبرهن على أنّ بيان هادي بشأن الحرب على الحوثيين لا يخرج عن كونه عبارات بروتوكولية مستهلكة، يعمل نظام هادي من خلاله على بقائه لأطول فترة ممكنة رغم الفشل الذي لاحقه في كل المجالات.
على جبهة آخرى، عزفت حكومة الشرعية لحناً على أوتار الكذب المفضوح، عندما هنّأ منصور هادي قيادة المملكة العربية السعودية في احتفالها باليوم الوطني الـ89، حيث زعم هادي أنّ نظامه يقف إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة، وأثنى على جهود الرياض في إطار الحرب على الحوثيين.
رسالة هادي، وإن كانت تحمل تأكيدات لا تقبل التشكيك في جهود المملكة العربية السعودية على رأس التحالف العربي، أثارت الكثير من الريبة هي الأخرى، فـ"المؤقت" الذي يتغنى بالسعودية - وهي تستحق كل الثناء - ترك عناصر تابعة لحكومته لا سيّما أولئك المنتمين لحزب الإصلاح الإخواني، تستهدف التحالف العربي وعلى رأسه المملكة، بأكاذيب وافتراءات مع حملات تشويه استهدفت النيل من الجهود التي تقدمها.
كما أنّ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ارتكبت الكثير من الخيانات للتحالف العربي عندما سلّمت الحوثيين العديد من المناطق الاستراتيجية وتجميد جبهات أخرى، في وقتٍ كافئ فيه هادي هذا الفصيل من خلال العمل على تعزيز نفوذه وتمكينه بشكل متصاعد من مراكز صنع القرار في حكومة الشرعية.
كل هذا الوضع المتردي تحاول حكومة الشرعية غسل يديها منه عبر رسائل وبيانات وتصريحات فضفاضة، لا تستحق الحبر التي كتبت بها، لتفضح حجم المؤامرة التي ينفذها هذا النظام عبر خياناته المتتالية والمتعاقبة.