حضور إجباري.. الطائفية الحوثية في ذكرى الحرب الدموية
خمس سنوات من الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، رسّخت فيها صنوفاً عديدة من الطائفية التي أطالت أمد الأزمة بشكل كبير.
في خطوة حوثية جديدة، حشدت المليشيات الآلاف من أتباعها للاحتفال في ساحة باب اليمن وسط صنعاء، في ظل تدابير أمنية قطعت جراءها العديد من الشوارع الرئيسية.
وضجَّت شوارع صنعاء - بسحب مصادر إعلامية - بشعارات الحوثيين، اتهم موظفون حكوميون في مؤسّسات تتبع المليشيات عناصر الحوثي بأنهم أجبروهم على الحضور والتظاهر.
وقبل احتفالات الأمس، دفعت المليشيات بالمئات من طلبة الكشافة والمرشدات للاحتشاد وسط ميدان التحرير في صنعاء بحضور كبار قياداتها، حيث قامت بإشعال ما سمتها "شعلة الثورة"، في إشارة إلى ذكرى الانقلاب.
في الوقت نفسه، أكّد تجارٌ في صنعاء أنَّ عناصر المليشيات فرضت عليهم دفع إتاوات لتمويل احتفالات الجماعة بذكرى انقلابها، كما جرت عليه العادة في مناسبات المليشيات الأخرى.
ومن خلال فعالياتها الطائفية، تسعى المليشيات الحوثية إلى تكريس وجودها في أوساط المجتمع وشرعنة حكمها، الذي تحاول تصويره في "هيئة وطنية مزعومة".
ويوماً بعد يوم، اتسعت رقعة الرفض الشعبي للمليشيات الحوثية التي تستهدف البسطاء والمدنيين بغية توسيع مشروعها الطائفي وتعزيز نفوذها الإرهابي.
المليشيات الحوثية تستخدم أساليب الترغيب والترهيب لإجبار السكان على الانخراط في فعالياتها وحضور مهرجاناتها، إلا أنّها فشلت في وقتٍ سابق من سبتمبر الجاري، في إجبار سكان تسع مديريات في ثلاث محافظات على المشاركة في احتفالاتها بيوم عاشوراء.
مصادر محلية قالت إنّ فشلاً ذريعاً منيت به مليشيا الحوثي في إقامة مهرجاناتها في أكثر من تسع مديريات تابعة لمحافظات ذمار وإب والمحويت، الخاضعة لسيطرة المليشيات الطائفية.
مواطنو مديريات وقرى كل من "يريم ومذيخرة وحزم العدين وذي السفال" بمحافظة إب، و"الرجم والطويلة وشبام كوكبان" بمحافظة المحويت، و"الحداء وجهران في ذمار"، رفضوا الحضور والمشاركة في احتفالية المليشيات الطائفية، الأمر الذي أدّى إلى فشل فعالياتها التي أعدت مسبقاً، عبر حملات ميدانية مكثفة، وضغوط كبيرة مارستها على المكاتب الحكومية والوجاهات والشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات وخطباء المساجد، لتحشيد الناس بمختلف الوسائل للمشاركة.
وتوعدت المليشيات الحوثية السكان الذين رفضوا حضور الفعاليات بالحرمان من المساعدات الإغاثية الأممية، ومادة الغاز المنزلي، وغيرها من المواد التي تقع تحت يد الميليشيات وتتحكم في طرق توزيعها.