الوفاة السياسية لهادي تجر الشرعية إلى أحضان قطر وإيران
فقد الرئيس الانتقالي المؤقت عبدربه منصور هادي سيطرته على أعضاء حكومته بعد أن تعرض إلى وفاة سياسية جعلته أسير مليشيات الإصلاح التي تهيمن على صنع القرار عبر مدير مكتبه عبدالله العليمي، ونائبه الإرهابي علي محسن الأحمر، وهو ما جرأ العديد من وزرائه على التحالف مع قطر وإيران علناً من دون أي خشية على مصيرهم.
لم يتخذ هادي أي قرارات تبرهن على فعاليته كرئيس انتقالي، بالعكس فإنه ترك كل تحت سلطته يفعل ما يشاء من دون حساب أو عقاب، وهو ما أفرز عنه صدور بيانات منفردة من قبل بعض أعضاء حكومته تهاجم التحالف وتهادن قطر وإيران من دون أن يحرك ساكناً أو يتخذ موقف حيالها، فبدت يديه مكبلتين، إذ أنه لم يستطع أن يصدر قراراً بإقالتهم أو يسيطر عليهم وعلى أفعالهم التي كشفت خيانتهم من دون مواربة.
الأمر وصل إلى أنه يعقد ثلاثة من المسؤولين الذين يتبعون هادي مباشرة سلسلة من اللقاءات في العاصمة العمانية مسقط، تضمنت لقاء مسؤولين قطريين وقيادات حوثية وأخرى من الحراك الجنوبي المدعوم من إيران “تيار باعوم”، بهدف تشكيل تكتل جديد مناوئ للتحالف العربي بقيادة السعودية، وبالتالي فإن وفاة هادي السياسية أضحت تشكل تهديداً مباشراً على الشرعية في اليمن.
ووصل نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبدالعزيز جباري ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني إلى مسقط، أمس السبت، في زيارة سرية بعد إعلانهم عن تشكيل ما وصفوه بالجبهة الوطنية للإنقاذ التي تبنت في البيان الأول لها مصفوفة من الأهداف المعادية للتحالف العربي والتي تلمح إلى التقارب مع الحوثيين وقطر.
وبحسب ما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر مطلعة فإن المسؤولين الثلاثة بعد الكشف عن زيارتهم وتسريب العمانيين معلومات عنها إلى وسائل الإعلام بهدف وضعهم في زاوية ضيقة في مواجهة التحالف بقيادة السعودية، لجأوا إلى نشر خبر ملتبس في موقع وزارة الداخلية اليمنية على الإنترنت، وصف الزيارة بالرسمية وأنها “ستستغرق بضعة أيام وذلك للتباحث مع الأشقاء في سلطنة عمان حول آخر المستجدات في اليمن”.
وتعد زيارة الثلاثة مسؤولين إلى مسقط بداية لمرحلة جديدة في الصراع الذي تشهده المنطقة، بالنظر إلى حالة التصعيد المتزايدة في الشرعية ضد التحالف العربي في هذا التوقيت الذي تخوض فيه السعودية صراعات مفتوحة مع إيران والحوثيين وقطر وتركيا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.
ووفقا لمصادر خاصة، فقد أوعزت دوائر مؤثرة في الشرعية اليمنية إلى إعلاميين وناشطين ومسؤولين بالانضمام إلى خلية مسقط في سياق محاولات لابتزاز التحالف العربي والضغط على الحكومة السعودية، وإفشال جهودها لإعادة ترتيب الجبهة المناوئة للحوثيين، واحتواء القوى والمكونات السياسية المعادية للمشروع الإيراني في اليمن وهو ما يعتبره حزب الإصلاح ومقربون من الرئيس عبدربه منصور هادي استهدافا لما يرونه استحقاقات سياسية ومادية.
وحمًل الشاعر عبدالله الجعيدي، الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، مسؤولية ما وصل إليه اليمن والجنوب، مشيراً إلى أن اختيارات الرئيس هادي السيئة هي التي أوصلتنا جميعاً إلى ما وصلنا إليه اليوم، وتابع: "نسأل الله لنا وله الهداية وأن يعود له صوابه ويعيد النظر في سياساته واختياراته التي لم تقدم له سوى الخذلان وسواد الوجه".
وأضاف: "ما الميسري والجبواني وجباري والمقدشي وبن عديو والأحمر وغيرهم إلا بعض من تلك الاختيارات".