توثيق جرائم مليشيات الشرعية يدعم قوة الانتقالي الجنوبي في جنيف
لا يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي جرائم مليشيات الشرعية فقط من الناحية العسكرية في الداخل، بل أن تحركاته الخارجية دائما ما تمنحه القوة في حماية أرض الجنوب من إرهاب التنظيمات الإرهابية، إذ أنه يخلق رأي عام عالمي مؤيد للقضية الجنوبية، وهو ما يظهر من خلال الاهتمام الأممي الأخير به باعتباره طرفاً أصيلاً لإنهاء الأزمة اليمنية.
الفريق الحقوقي للمجلس الانتقالي الجنوبي في جنيف استطاع أن يوثق جرائم مليشيات الشرعية التي ارتكبتها بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية منذ بداية أغسطس الماضي، وهو ما دعم موقفه في الدفاع عن القضية أمام المنصات الحقوقية الدولي التي تبنى عليها العديد من القرارات وتكون كاشفة للعديد من الجرائم الإنسانية.
وشهدت مدينة جنيف السويسرية، اليوم الاثنين، ندوة حقوقية حول أوضاع حقوق الإنسان في الجنوب على ضوء تقرير فريق الخبراء الدوليين المعني بتوثيق الانتهاكات في اليمن، وذلك بتنظيم من الفريق الحقوقي التابع للمجلس الانتقالي المشارك في الدورة الـ ٤٢ لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .
وتضمن التقرير الذي عُرض خلال الندوة التي نظمها الفريق الحقوقي التابع للمجلس الانتقالي، على أهم الخروقات التي قام بها ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلامياً بـ"داعش" من استهداف لمركز شرطة مديرية الشيخ عثمان، وما تلاه من استهداف من قبل المليشيات الحوثية لمعسكر الجلاء في مديرية البريقة، بالإضافة إلى إحصائية شاملة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الحماية الرئاسية المخترقة من قبل حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التابعة للشرعية.
وقامت الناشطة الحقوقية ليزا البدوي عضوة فريق الفريق الحقوقي التابع للمجلس الانتقالي، بشرح تفاصيل ما تضمنه التقرير من انتهاكات ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية، حيث سقط خلالها المئات من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح.
كما أورد التقرير إحصائية للقتلى من المدنيين بلغ عددهم ٣٢ شهيدا، إضافة إلى ٤٧٤ حالة إصابة متفاوتة، وتطرق التقرير أيضاً الى ما أحدثته تلك الانتهاكات من تدمير للمنشآت المدنية، منها الخزان المركزي لمياه العاصمة عدن الواقع على تبة جبل حديد، وتضرر سكان أربع مديريات جراء انقطاع الماء عنها.
وخلال الندوة التي حضرها عدد من المنظمات الدولية، استعرض المستشار عبد الرحمن المسيبلي ممثل المجلس الانتقالي في جنيف، جُملة الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق المدنيين الجنوبيين، مؤكداً أن ضحايا تلك الانتهاكات معولون على المجتمع الدولي لإنصافهم و مقاضاة مرتكبيها وعدم تمكينهم من الإفلات من العقاب.
وشدد الدكتور أفندي الحاج عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، على أهمية مشاركة المجلس الانتقالي في مباحثات إحلال السلام التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص مارتن غريفيث، ضمانا لأمن وسلامة المنطقة.
من جانبه، أوضح السفير علي البجيري خطورة المجموعات الإرهابية على استقرار وأمن الجنوب، باعتباره مستهدفا من قبل تلك الجماعات وفقا لأجندتها الخارجية.
هذا قد أدار الندوة الدكتور عثمان حجة الخبير في الأمم المتحدة والأستاذ في القانون الدولي، فيما دارت حوارات في الندوة تم خلالها توضيح العديد من جوانب حقوق الإنسان في الجنوب، ومدى استجابة فريق الخبراء والتفاعل معها.
من جانب آخر التقى فريق المجلس بعدد من الوفود الحكومية والمنظمات الدولية، تم خلالها توضيح الصورة حول ما يعانيه شعب الجنوب جراء تخلي حكومة الشرعية عن مسوؤليتها تجاه المواطنين الجنوبيين في الكثير من جوانب الحياة المعيشة بما فيها تعثر استلام الرواتب وتعرقل في توفير المتطلبات الخدمية من صحة وتعليم و كهرباء ومياه وغيرها.