قتلٌ وتهجيرٌ واختطافٌ وأشياء أخرى.. الجوف تتذكر الـ16 ألف مأساة
عندما أحيت مليشيا الحوثي قبل أيام الذكرى الخامسة للحرب التي أشعلتها في صيف 2014، كانت محافظة الجوف تتذكر بمزيدٍ من الأسى عديد الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون في حقهم، وسرقت منهم الحق في الحياة.
تقارير حقوقية كشفت أنَّ مليشيا الحوثي ارتكبت 16 ألف حالة انتهاك بحق المدنيين في محافظة الجوف خلال الفترة من يوليو 2016 حتى سبتمبر الجاري.
الانتهاكات الحوثية توزَّعت بين القتل والإصابة والتهجير والاعتقال التعسفي والاختطاف، حيث بلغت حالات القتل التي رصدتها المنظمة 379 حالةً، بينها 172 طفلًا و786 إصابةً بينهم 290 طفلاً.
كما وثَّقت التقارير الحقوقية تهجير 12 ألفًا و673 أسرةً بالإضافة إلى تفجير 14 منزلًا و45 مدرسة.
ولم تسلم أي منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين من عديد الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وقد اقتصر الرد الدولي عليها بيانات حمّلتها المسؤولية دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات رادعة في هذا الصدد.
وفي وقتٍ سابق من سبتمبر الجاري، أدان تقريرٌ أصدره فريقٌ من الخبراء الدوليين والإقليميين التابع لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي لحقوق الإنسان في اليمن، وشنها الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.
وأوضح التقرير أنَّ مليشيا الحوثي استخدمت أسلحةً لها آثار مدمرة واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون، حيث وُجِّهت عمدًا على المدنيين والأهداف المدنية وأدّت إلى قتلهم وإصابتهم، كما استخدموا الأسلحة عشوائيًّا في المناطق المأهولة بالسكان، وراحت أعدادًا كبيرةً من المدنيين ضحية قصف مليشيا الحوثي ودمرت منازلهم وسبل عيشهم، كما قتلت النازحين في الحديدة أثناء فرارهم.
وبحسب التقرير، فإنَّ فريق الخبراء فحص وحقَّق في حوادث إطلاق النيران من قبل قناصة الحوثي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين بين مارس ويوليو من عام 2015، كما وثق الخبراء قتل 200 مدني وإصابة 350 آخرين، فضلًا عن هجمة شنّتها المليشيات في 19 يوليو على منطقة دار سعد استمر فيها القصف لساعات قتل فيها 107 مدنيين بينهم 32 امرأة و29 طفلًا وإصابة 198.
وعلى مدى العام الماضي استهدفت ميليشيات الحوثي المدنيين عمدًا وقتلتهم، وكذلك في عام 2015 حيث استهدفت المنازل السكنية وقتلت الأطفال، كما استهدف قناصة الحوثي الأطفال عمدًا.
ولفت التقرير إلى أنَّ مليشيا الحوثي استهدفت في المدة من يناير إلى مارس من العام الجاري باستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية عمدًا في الضالع، كما دمروا منازل المدنيين في حجة في "مارس" دون أي ضرورة عسكرية، مؤكّدًا أنَّ استهداف المدنيين يمثل جريمة حرب.
وأشار التقرير، إلى أن الحوثيين يزرعون الألغام عمدًا في طريق المدنيين في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الألغام التي أقرتها سلطات الأمر الواقع.
ورصد التقرير، فرض مليشيا الحوثي قيودًا بيروقراطية تسببت في تأخير الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما فرضت قيودًا على حركة العاملين الإنسانيين واستهدفتهم وقتلت أحد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أبريل 2018 مما أدى إلى انسحاب العاملين الإنسانيين من مناطق معينة، وحولت المساعدات الإنسانية لصالحها وأعاقت الإمدادات الغذائية.
كما تسبّبت مليشيا الحوثي بالتدابير التي اتخذتها في تفاقم الحالة الاقتصادية الكارثية، ما أدّى إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، واتبعت ممارسات صارمة لجمع الضرائب لتمويل الجهود الحربية، وانتهكت الحق في العمل والحق في مستوى معيشي لائق بما في ذلك الحق في الغذاء والماء والحق في الصحة والتعليم.