الملحمة الخضراء.. السعودية بين الاحتفاء الجنوبي وألاعيب الشرعية

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 23:59:00
"الملحمة الخضراء".. السعودية بين الاحتفاء الجنوبي وألاعيب الشرعية

"اصطفوا في طوابير عريضة، تزينوا باللون الأخضر، هتفوا من أجلها، فرحوا بفرحها واحتفلوا باحتفالها".. ملمحةٌ بسيطة التجسيد عميقة المعنى والأثر، تلك التي جسّدها آلاف الأطفال في المدارس الجنويبة في احتفالهم بذكرى اليوم الوطني السعودي الـ89 الذي احتفلت به المملكة أمس الاثنين.

مدارس العاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين والضالع شهدت فعاليات ملفتة للاحتفال بمناسبة العيد الوطني السعودي، حيث تزيّنت المدارس وطلابها بأعلام المملكة واحتفلت بهذه المناسبة تجسيدا للحب والتقدير الذي يكنه شعب الجنوب للمملكة العربية السعربية وشعبها وقيادتها.

الفعاليات تضمنّت رفع العلم السعودي عاليًّا وقراءة النشيد الوطني للمملكة في طابور الصباح، فضلًا عن إلقاء بعض الكلمات التي عبّرت عن عمق العلاقة الوطيدة بين المملكة والجنوبيين.

وتنقل فضائية "الغد المشرق" عن قائدي وقائدات مدارس القول إن هذه الفعاليات عبارة عن تعبير بسيط عن الفرحة باليوم الوطني السعودي.

في الوقت نفسه، أطلق ناشطون جنوبيون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عددًا من الهاشتاجات التي عبّروا فيها عن امتنانهم بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها المملكة، في محاربة الأذرع الإيرانية في المنطقة، ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار المناطق الجنوبية.

وجدَّد الناشطون العهد والوفاء لدول التحالف العربي بقيادة السعودية، وأكّدوا وقوفهم صفًا واحدًا للانتصار للمشروع العربي في المنطقة وفق القناة، التي نقلت استنكارهم للهجمات الشرسة التي تشنها أطرافٌ ممولة من دول إقليمية على المملكة ودول التحالف.

الاحتفاء الجنوبي بهذه الذكرى السعودية الغالية يحمل رسالة بالغة المعاني السامية يؤكّد عمق الروابط التي تجمع الجنوبيين تجاه المملكة، كما أنّها رسالة تضامن من الجنوبيين بالوقوف إلى جانب الرياض إزاء ما تتعرّض له من تحديات، لا سيّما بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة أرامكو قبل أيام.

وفي الوقت الذي يقف فيه الجنوبيون إلى جانب المملكة، فإنّ حكومة الشرعية التي قدَّم لها التحالف كل صنوف الدعم، قد طعنته من الخلف وتحالَف حزب الإصلاح الإخواني الذي سيطر على مفاصل الحكومة، مع مليشيا الحوثي الانقلابية على النحو الذي أطال أمد الحرب حتى الوقت الرهن وأخّر حسم التحالف للمعركة والقضاء على الخطر الحوثي.

وفي السنوات الخمس الأخيرة على وجه التحديد، قدّمت الرياض الكثير من التضحيات في مكافحة إرهاب المليشيات الحوثية الانقلابية التي أشعلت حربها العبثية منذ صيف 2014، فيما قابلت حكومة الشرعية هذه الجهود السعودية واستضافة وزرائها في الرياض بطعنات غادرة بعدما سيطر حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي على مفاصل الحكومة.

وبينما يولي التحالف أهمية كبيرة لإنهاء الحرب سريعاً، فإنّ الوصول لهذه الخطوة لن يتم إلا من خلال تغيير الوضع الراهن وتطهير حكومة الشرعية من الإرهاب الذي يسيطر عليها.