وزير دومينو وشرعية خائنة.. قراءةٌ في صورة الحضرمي وأوغلو

الأربعاء 25 سبتمبر 2019 17:08:00
وزير "دومينو" وشرعية خائنة.. قراءةٌ في صورة الحضرمي وأوغلو

لم تكن الصورة التي التقطها محمد الحضرمي وزير خارجية حكومة الشرعية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، مجرد لقاء دبلوماسي بقدر ما حمل العديد من الرسائل التي تُكمِل العبث المسيطر على حكومة الشرعية.

"خارجية الشرعية" أعلن حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّ الوزير الحضرمي دشّن عمله الدبلوماسي بلقاء تعارفي مع الوزير التركي.

وبينما لم تعلن الوزارة مزيدًا من التفاصيل حول اللقاء، لكنّه يندرج ضمن المشهد العبثي لحكومة الشرعية التي تسير على حبل طويل من التناقضات والخِدع.

يحمل هذا اللقاء بين الحضرمي وأوغلو، رسالة تأكيد عن علاقات تجمع بين حكومة الشرعية والنظام التركي الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية، وفرعها في اليمن (حزب الإصلاح)، وهي علاقات تستهدف أولًا وأخيرًا طعن التحالف من الخلف.

ارتماء حكومة الشرعية في أحضان النظام التركي يأتي على الرغم مما أبداه الرئيس رجب طيب أردوغان من هجوم على المملكة العربية السعودية في تعليقه على الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة أرامكو قبل أيام.

أردوغان قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، في أنقرة، معلِّقًا على الهجوم: "علينا التمعّن بكيفية بدء الصراع في اليمن، هذا البلد دُمّر بالكامل، فمن تسبب في ذلك؟".

حمل تعليق أردوغان الكثير من الأدلة على معاداة أنقرة للتحالف العربي بقيادة السعودية، ما يعني أنّ ارتماء حكومة الشرعية في أحضانها هي بمثابة طعنة غادرة في ظهر التحالف.

ويبدو أنّ حكومة الشرعية (المُخترقة إخوانيًّا) ترد الجَميل للسعودية بأبشع ما يكون، وذلك من خلال علاقاتها من دول أظهرت العداء للرياض، ومع تنظيمات يفترض أنّها تقاتلها إلى جانب التحالف العربي في الأساس، وهي مليشيا الحوثي الانقلابية.

ولا تكتفي تركيا بتقديم الدعم السياسي واللوجسيتي لإخوان الشرعية لطعن التحالف العربي من الخلف ضمن سيناريو أكبر تشارك فيه قطر وإيران أيضًا، لكنّها فتحت أراضيها لـ"يرتع" فيها عناصر حزب الإصلاح، ثم يتحولون لما تشبه "قطع دومينو" في أيدي نظام أردوغان بعد ملء أفواههم بالأموال.

وقد ساهمت الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في صيف 2014، في تكوين قيادات "الإصلاح" ثروات مالية طائلة، بعد استحواذهم على أموال قدّمها التحالف العربي في الحرب.

واستطاع الكثير من قيادات الإصلاح من نقل استثماراتهم وثرواتهم إلى تركيا التي فتحت أبوابها أمامهم من أجل استخدامهم ضد التحالف العربي.