حكومة التكنوقراط.. هل قررت السعودية التخلص من إخوان الشرعية؟

الأربعاء 25 سبتمبر 2019 21:33:00
"حكومة التكنوقراط".. هل قررت السعودية التخلص من إخوان الشرعية؟

تواصل المملكة العربية السعودية، جهودها من أجل إنجاح الحوار والمحادثات في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية التي شنّت مليشياتها الإخوانية عدوانًا غاشمًا على الجنوب.

وبينما لم تعلن الكثير من التفاصيل عن سير المحادثات أو مخرجاتها، وهو أمرٌ معتاد دبلوماسيًّا في مثل هذه الظروف وتلك الأجواء، فقد أثيرت معلوماتٌ عن مبادرة قدّمها التحالف العربي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، تفضِي إلى كثيرٍ من التغيُّرات في المرحلة القليلة المقبلة.

المعلومات التي وردت على لسان الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور في حديثه لموقع24، قد سردت بنود مبادرة التحالف، مفادها تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.

تقضي المبادرة، بسحب تصريحات لقور، إلى تشكيل حكومة مصغرة مناصفة بين الجنوب والشمال من التكنوقراط الذين لا ينتمون لأي حزب، بعد التوافق على الأسماء بين الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي، والتحالف العربي.

كما تنص المبادرة، وفق لقور، على تعيين قيادات للسلطات المحلية في محافظات الجنوب المحرر بالتوافق، وخروج كل القوات العسكرية من محافظات الجنوب إلى الجبهات بما فيها قوات جيش الشرعية في الوادي والمهرة وشبوة.

ولم يصدر عن "الانتقالي" أي تعليق بشأن المبادرة التي أثيرت معلوماتٌ بشأنها، لكنّ المتحدث باسم المجلس نزار هيثم كان قد أكّد في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي" أنّ حوار جدة هو بداية لحل قادم يحقق أهداف عاصفة الحزم ويعطي الجنوبيين حقهم بإدارة مناطقهم بعيدًا عن وصاية أحزاب صنعاء ومليشياتهم الارهابية.

وبينما لم يوضّح "المتحدث" نتائج ما توصّلت إليه المحادثات حتى وقت إجراء الحوار (الجمعة الماضية) لكنّه وصف الحالة العامة بأنّها إيجابية، على الرغم من محاولات أحد الأطراف الحكومية إفشالها بشكل متعمد، في إشارة إلى "إخوان الشرعية".

الواقع السياسي الذي توقّع "المتحدث" أن يتمخض عن هذه المحادثات، هو واقع يُحقّق أهداف عاصفة الحزم وتطلعات الشعب الجنوبي نحو إدارة مناطقه وموارده بشكل كامل وكذا عمل مراجعة شاملة لأخطاء الشرعية والعمل على تفعيل مواجهة الحوثيين بمحافظات الشمال.

وأضاف أنّ المجلس الانتقالي يدرك جيدًا مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح، مؤكّدًا أنّ هذا الفصيل أعطى الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الانقلابيين.

إجمالًا، يمكن القول إنّ تصدي النفوذ الإخواني المسيطر على حكومة الشرعية، عبر حزب الإصلاح، قاسمًا مشتركًا في التعامل مع التحديات الراهنة.

وعلى مدار سنوات، تستّر حزب الإصلاح وراء عباءة الشرعية، بينما تحالف سرًا وعلنًا مع المليشيات الحوثية، فأجبر التحالف العربي على خوض معركة طال أمدها أكثر مما كان ينبغي أن يطول.

في الوقت نفسه، كان عبث "الإصلاح" يُلوّث ميدانًا آخر، فبينما المعركة على أشدها ضد المليشيات الحوثية أو ينبغي هكذا أن تكون، كان الحزب الإخواني يسرح في أرض الجنوب، وشنّ عدوانًا غاشمًا تحالف فيه مع أعتى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة.