عدن وصالح الجبواني.. مطارٌ غارقٌ في إهمال ووزيرٌ نائم في تويتر
"تعدّدت الجرائم.. والمتهم واحد، صامت، غير مكترث، وغير مطارَد".. اختلط الأمر على وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني، فبات يعتبر أنّ وزارته هي "تويتر"، ومهامه هي وزير شؤون الإرهاب ضد الجنوب والتحالف العربي.
يمارس الجبواني الكثير من الأدوار المشبوهة في حكومة الشرعية، فعلى الرغم من تعيينه وزيرًا للنقل ما يعني أنّ شغله الشاغل يتوجّب أن ينصّب على هذا القطاع المتردي، لكن الرجل يعمل فقط على معاداة التحالف والجنوب وترويج الأكاذيب والشائعات التي تخدم المعسكر الإخواني في "الشرعية".
يعج قطاع النقل بالكثير من قضايا الفساد، تورّط الجبواني في بعضها، وتساهَل في التعامل مع أخرى بـ"الصمت المذنب"، ليغرق مطار العاصمة في سلسلة طويلة من الإهمال، دفع آلاف الركاب ثمنًا باهظًا من جرّائه.
نشاط مطار عدن تعثّر صباح اليوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المطار، فيما اضطر المسافرون القادمون على رحلة اليمنية الانتظار ثلاث ساعات كاملة حتى إعادة تشغيل الكهرباء لإنهاء إجراءات دخول عدن.
وقال مسافرون إنّهم اضطروا للبقاء داخل صالات الانتظار حتى عاد التيار الكهربائي إلى المطار الذي يفتقر إلى مولد كهرباء واحد لتشغيله.
إذا كانت هذه الواقعة تكشف عن تردٍ هائل في الخدمات المقدمة للمسافرين، فإنّ جريمةً أخرى وقعت في توقيت متزامن فضحت ما هو أبشع.
الواقعة الأخرى تعود إلى سرقة حافلة ركاب تابعة للمطار اختفت بصورة مفاجئة من داخل المطار، وهي كانت تستخدم لنقل الركاب من الطائرة إلى صالة المغادرة.
وبينما لم يتم إعلان تفاصيل في هذا الصدد، قال نشطاءٌ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنّ قياديًّا أمنيًّا كبيرًا هو الذي سرق الحافلة، دون أن يتم الكشف عن هذا المسؤول.
وبينما يترك الجبواني هذا القطاع الحيوي غارقًا، فإنّ هذا الوزير نفسه متورطٌ في ارتكاب وقائع سرقة وفساد، بدءًا من أموال وزارة النقل وصولًا إلى سرقة مقاعد الركاب، وذلك بعد أن شهدت رحلة "اليمنية" - في أبريل الماضي - واقعة لا تتكرر كثيرًا في أي دولة.
بحسب مسافرين على تلك الرحلة، كانت كابينة الدرجة الأولى بإحدى الطائرات قد شهدت تعالي أصوات المسافرين بسبب المدعو الجبواني، إذ أنه كان ضمن الرحلة القادمة بتذكرة سفر عادية إلا أنّه راح للجلوس في مقعد بالدرجة الأولى واصطحب معه صديقًا أيضًا في الدرجة نفسها بصورة غير قانونية.
لم تكن هذه الفضيحة الوحيدة التي يخالف فيها الجبواني القانون، فسبق أن طلب صرف بدل سفرة لمدة عشرة أيام بالإضافة إلى اثنين من العاملين بمكتبه قبل أن يتضح أن الرحلة التي قال أنه سافر على متنها إلى عمان لم تصل أصلًا.
وأظهرت وثيقة حصل عليها "المشهد العربي"، تعقيب المدير المالي للهيئة - فرع عدن - على طلب وزير النقل، وجاء فيها، "أن المبلغ الذي يبلغ ثمانية ملايين و658 ألف ريال يمني يُشكِّل عبئًا على الهيئة، وبرغم ذلك وجّه الوالي بصرفه دون أدنى اعتبار للوضع المالي للهيئة".
كما أظهرت وثائق أخرى أنّه طالب مؤسسة موانئ البحر العربي بصرف خمسة آلاف دولار شهريًّا لمكتبه وبأثر رجعي منذ عام 2018، وكذلك صرف عشرة ملايين ريال نفقات زيارته لمحافظتي حضرموت والمهرة.
واتهم "الجبواني" بالفساد وتهريب المشتقات النفطية والأسلحة، وصدرت مطالب بإقالته من منصبه.
كما بيّنت وثائق، منح الجبوانيّ تراخيص استثمار في مجال البناء وتشغيل محطات وزن لشاحنات النقل؛ في تجاوز صارخ لكل الصلاحيات والاختصاصات المُخول بها قانوناً بموجب التشريعات النافذة المنظمة لأنشطة الوزارة والجهات التابعة لها.
في خضم كل هذا، يخصّص الجبواني الكثير من وقته للهجوم فقط على الجنوب عبر وسائل إعلام قطرية، كما هاجم دولة الإمارات رغم دورها الذي يشيد به الملايين محليًّا وخارجيًّا، على الصعيدين الإنساني والعسكري، ولفّق إليها تهماً كاذبة في هذا السياق.