الحضرمي يوهم العالم.. هل أدخل الحوثيون وحدهم اليمن في المتاهة؟
لم تفوّت حكومة الشرعية (المخترقة إخوانيًّا) فرصة اجتماعات الأمم المتحدة، دون أن تغسل أيديها من الاتهامات التي تلاحقها إلى جانب مليشيا الحوثي الانقلابية، فيما بلغه اليمن من وضع متردٍ ومأساوي.
محمد الحضرمي المُعيّن وزيرًا للخارجية في حكومة الشرعية بعث برسالة صوتية إلى المجتمع الدولي على هامش مشاركته في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، تباكى فيها على حال اليمن وقال إنّه دخل في متاهة بفعل الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الانقلابية ودعم إيران اللامحدود لها.
لا يُنكر أحدٌ أنّ المليشيات الحوثية تتحمّل جانبًّا رئيسيًّا من المسؤولية في المآسي التي بلغها اليمن على مدار سنوات متواصلة، لكنّ حكومة الشرعية غير مُعفاة من المسؤولية هي الأخرى، فالحكومة تركت نفسها أو تُركِت من أجل أن يسيطر عليها حزب الإصلاح (ذراع جماعة الإخوان الإرهابية)، وهنا كانت القنبلة التي لم تقسم ظهر البعير فقط بل تضرّر منها كل الأطراف.
الحضرمي في كلمته، حاول إلقاء اللوم بأكمله على الحرب الحوثية، متناسيًّا الخطايا التي ارتكبتها مليشيا "إخوان الشرعية" التي لا يقل خطرها كثيرًا عما اقترفته المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وقد كانت الحصيلة خمس سنوات عجاف قضاها ملايين الناس في وضع إنساني لا يُطاق.
وإلى جانب جرائم المليشيات الحوثية التي طال إرهابُها البشر والحجر، ارتكبت حكومة الشرعية العديد من الخطايا قادت إلى وضع مهترئ، كبّد المدنيين أيضًا جانبًا كبيرًا من المعاناة كذلك.
حكومة الشرعية بعدما تركت الفرصة لأن يسطير عليها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تحوّلت بوصلتها بعيدًا عن مواجهة المليشيات الحوثية، وأصبح الأمر مقتصرًا على بيانات واهمة قيمتها أقل من الحبر الذي كتبت به.
وخيّم فشل كبير على تحركات حكومة الشرعية على أكثر من صعيد، سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو عسكريًّا، ولعل الشق الأخير هو الأكثر فداحةً، وذلك بعدما انخرطت مليشيا الإخوان بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر، في تقاربٍ وتحالفٍ مع المليشيات الحوثية بتنسيق وتخطيط قطري - إيراني -تركي، استهدفت من خلاله طعن التحالف العربي من الخلف.
اقتصاديًّا أيضًا، لم تُفلِح حكومة الشرعية في انتشال ملايين المدنيين من الحالة المعيشية الصعبة الناجمة عن الحرب الحوثية، وركّز وزراؤها والعناصر القيادية في هيكلها الإداري على تكوين ثروات كبيرة.
وعلى الرغم من كثرة القرارات الاقتصادية على مدى السنوات الماضية، إلا أنَّ هذه القرارات والتعيينات الجديدة لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين، لتتواصل مؤشرات الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي.
يشير ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية بجرائمها البشعة وحكومة الشرعية الإخوانية بخطاياها العديدة قادتا اليمن إلى المتاهة التي تباكى بها الحضرمي أمام المجتمع الدولي، وما أبدى "إخوان الشرعية" في هذا التباكي.