إنذارٌ أخير قبل الفتك بالخليج.. أسلحة لا أخلاقية في حرب الحوثي العبثية
في الوقت الذي تزعم فيه مليشيا الحوثي استعدادها في خوض طريق السلام، فإنّ العديد من التحذيرات صدرت عن إمكانية رفع القوة العسكرية للانقلابية على النحو الذي يهدِّد منطقة الخليج برمتها.
مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) كشف أنّ مليشيا الحوثي قد تستخدم أسلحة فتاكة يتم تطويرها محليًّا، وذلك بعد الحصول على تكنولوجيا مهربة بشكل مباشر من إيران او بشكل غير مباشر من جهات كورية شمالية أو أوروبية.
المركز رصد في تقرير له، احتمالات زيادة الهجمات الصاروخية على الأراضي السعودية. فبعد تهديد الحوثيين لمنشآت حيوية سعودية بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة، تسود توقعاتٌ مقلقة قد ترجح مساعي حثيثة للانقلابيين لتطوير عددٍ ومدى الصواريخ الباليستية لتصل إلى مناطق أبعد من الرياض وتهدِّد الخليج بشكل كامل.
وترجح متابعة التكتيك العسكري الحوثي، زيادة خطر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة إلا أنّ المثير للقلق - وفق المركز - يتثمَّل في احتمالات تحميل القذاف الصاروخية بمواد تدميرية كيماوية او جرثومية.
وبحسب قراءة أخلاقية الحرب الحوثية، فمن غير المستبعد إقدام مليشيا الحوثي على استخدام أسلحة محرمة دوليًّا في ظل سيناريوهات حرب انتقامية، ما يستدعي ضرورة تعزز القدرات الدفاعية الخليجية تحسبًّا لأي عمل متهور تقدم عليه جماعة الحوثيين إذا تعرضت لخسارة ميدانية كبرى تجبرها على الانسحاب من صنعاء أو إذا تّم تصفية قياداتها.
ووفق رصد مستقبل تكتيكات حرب الحوثيين وما تشكله من مخاطر على السعودية ودول الخليج، فقد زادت احتمالات تطور حركة الانقلابيين من مجرد وكيل إيراني على الأرض الى أخطر من ذلك وتحولها الى أكبر منظمة عسكرية متمردة قد تكون لها مخططات مستقلة وانتقامية وتوسعية وعدائية مستقبلية ضد دول الجوار خاصة بعد تلقيها لضربات موجعة من قوات التحالف العربي، وفق المركز.
وأشار التقرير إلى أنّه على الرغم من أنّ قوات الحوثيين أقل قدرة على التقدم ضد المواقع الدفاعية لدول الجوار وخاصة السعودية التي تغطيها قوات التحالف الجوية، إلا أنَّ تحركات الحوثيين على ما يبدو حثيثة لامتلاك سلاح يغير توازن القوى في الصراع المفتوح والمرجح أن يكون صراعًا وحشيًّا على المدى القريب.
تتماشى هذه المعلومات الواردة في تقرير المركز، مع تهديد إيراني غير مسبوق في لهجته الحادة، صدر على لسان كبير متحدثي القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي الذي قال إنّ قوة الحوثيين تضاعفت 400 مرة عما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في اليمن، وستتضاعف إلى 4000 مرة لو استمرت 4 سنوات أخرى".
المتحدث الإيراني البارز استخدم لغة تهديدية ضد التحالف العربي، وقال إنّ دِولَه ليس أمامها إلا الاستسلام، وقال إنّه لا خيار إلا وقف الحرب.
حمل التصريح الإيراني الكثير من الدلالات، بينها رفع طهران للقناع الذي ارتدته كثيرًا بعدم دعمها للمليشيات الحوثية، بينما فضحت الكثير من الأدلة الدعم اللا محدود الذي قدّمته طهران للانقلابيين.
كما أنّ التهديد الإيراني بدعم إرهاب الحوثيين بهذا الشكل المُكثّف، تزامن مع دعوات دولية متصاعدة حول الضغط على الأذرع الإيرانية في المنطقة، لا سيّما بعد الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية.
وبينما تنتظر الأذرع الإيرانية ردًا صارمًا على هذا الهجوم المخيف على شركة أرامكو، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أمس الأربعاء، إنَّ المملكة تجري مشاورات مع أصدقائها وحلفائها بخصوص الخطوات التالية بعد الهجوم.
وقال في تصريحاتٍ للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، إنّ الخبراء الدوليين الذين أرسلتهم الأمم المتحدة للتحقق بشأن هذه الهجمات مازالوا في المملكة، مؤكّدًا أنّه عندما تظهر النتائج ستُقرر الخطوة التالية.
وأضاف: "هناك إجماع على عدم القبول بسلوك إيران وعدم قبول ما حدث وعلى ضرورة امتثال إيران للقانون الدولي".
أثارات هذه التصريحات من هنا وهناك، توقعات بأنّ تصعيدًا محتملًا ربما تشهده الأيام المقبلة، لا سيّما في ظل الإصرار الإيراني على تكثيف الدعم المُقدّم للمليشيات الحوثية في المرحلة المقبلة؛ إدراكًا من طهران بأنّ تكثيف العمليات النوعية ضد الانقلابيين على النحو الذي يستأصل هذا السرطان الخبيث سيُفقدها أحد أهم أذرعها الإرهابية في المنطقة.