شهودٌ على مأساة صنعاء.. حياة حوثية يملؤها اليأس والبؤس

الجمعة 27 سبتمبر 2019 18:26:37
شهودٌ على مأساة صنعاء.. حياة حوثية يملؤها اليأس والبؤس

خمس سنوات مرّت على الحرب العبثية الحوثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، أسفرت عن وضع إنساني مروّع، فداحته شديدة ومأساته غير مسبوقة.

أقحمت المليشيات الحوثية، المناطق الخاضعة لسيطرتها وعلى رأسها صنعاء، في حالة إنسانية بشعة، ذاق فيها ملايين الناس حياة بائسة، بسبب جرائم الانقلابيين، حتى حوّلت حياة السكان إلى جحيم لا يطاق.

يقطن في صنعاء ثلاثة ملايين شخص، يعيشون في بؤس ويأس جرّاء الأزمات المتلاحقة التي تسبَّبت فيها المليشيات الحوثية حسبما قالت صحيفة البيان اليوم الجمعة، حيث يحتكر قادة الحوثي تجارة المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وتفنّنوا في تحصيل الجبايات، والسطو على أراضي الأوقاف وتشييد القصور.

تنقل الصحيفة عن أحمد صالح (من صنعاء)،تأكيده أنّ الحالة المعيشية أصبحت كارثية، مع ارتفاع البترول عبوة 20 لتراً إلى 20 ألف ريال، من سبعة آلاف في شهر أغسطس الماضي، وارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من ستة آلاف إلى 12 ألف ريال، ومع استمرار توقف رواتب الموظفين، أصبحت الحياة جحيمًا.

في الوقت نفسه، ارتفعت إيجارات المنازل بنسبة 100% بسبب كثرة النازحين من مناطق المواجهات، فيما تضاعفت الضرائب والجبايات، ما جعل الناس غير قادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية.

وكشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.