مساجد الحديدة ثكنات عسكرية.. حُرمات إلهية انتهكتها المليشيات الحوثية
"بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال".. الآية القرآنية التي يحفظها ملايين المسلمين على وجه الأرض، بات على آلاف القاطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أن يواجهون حرمانًا من أفضالها، بعدما توالت انتهاكات الانقلابيين لبيوت الله.
مليشيا الحوثي دفعت في الساعات الماضية، بمزيدٍ من التعزيزات العسكرية صوب مدينة الحديدة ضمن استمرار خروقاتها وعمليات التصعيد التي تنفذها من أيام في مختلف جبهات المحافظة.
لم يمر المشهد العبثي هكذا، بل جمَّعت المليشيات الموالية لإيران الكثير من المسلحين في مساجد الحديدة تمهيدًا لإرسالهم لجبهات القتال.
تحويل الحوثيين، المساجد إلى ثكنات عسكرية أمرٌ ليس بالغريب على الانقلابيين الذين لم يردعهم خوفٌ من الله قبل انتهاك حُرمات بيوته، لتكشف المليشيات عن وجهها الإرهابي الطائفي الذي تعدّدت صنوفه وجرائمه.
المليشيات حوَّلت عددًا من المساجد والمرافق الحكومية والخدمية الواقعة في شوارع الستين والأقصى والأربعين وصنعاء وجمال والكورنيش والقدس وأحياء سكنية قريبة من جبهات القتال إلى ثكنات عسكرية للعناصر القادمة من خارج المدينة إلى جانب تكديس الكثير من الأسلحة والألغام والقذائف في تلك المباني.
وقالت مصادر مطلعة إنّ الحوثيين قاموا بعمليات تجنيد واستقطاب للمواطنين في مديريات الحديدة، موضحةً أنَّ مديريتي باجل والمنصورية شهدتا حملات تجنيد واسعة في صفوف المواطنين وسط إغراءات مالية كبيرة قدمتها الميليشيات من أجل استقطاب الكثير من الشباب والأطفال للزج بهم في معاركهم العبثية.
وفيما يخص المساجد على وجه التحديد، فكثيرًا ما تستغلها المليشيات في جمع الأموال وحث المواطنين على الذهاب لجبهات القتال، كما تقوم بتدريس أفكارها الطائفية، وإلقاء المحاضرات التحريضية بشكل يومي في المساجد لتكريس الطائفية وتمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.
وسبق أن عرض الناطق باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي مقطع فيديو يُظهر مليشيا الحوثي، وهي تدرِّب عناصرها في المساجد على زرع الألغام بالبحر الأحمر.
اللقطات التي عرضها التحالف، كشفت عن وجه إرهابي للمليشيات الحوثية، لكنّها ليست المرة الأولى التي تتكشف فيها معلومات من هذا الصدد، فسبق أن تم رصد معامل لصناعة الألغام في المساجد، في انتهاك مروع لحرمة بيوت الله.
ومنذ الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، يستهدف الانقلابيون مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، وحوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، في محاولات لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تحاصرها.
كما أقدمت عناصر المليشيات الموالية لإيران على نهب محتويات المساجد، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.