المرتزقة الأفارقة.. وقود الحوثي والإصلاح لإطالة أمد الصراع في اليمن (فيديو)
الاثنين 30 سبتمبر 2019 00:04:00
لم يقتصر استغلال المرتزقة الأفارقة على المليشيات الحوثية فقط في اليمن، لكن عناصر الإصلاح المتحالفة مع المليشيات الانقلابية لجأت أيضاً للأمر ذاته بعد أن تلقت خسائر فادحة على يد القوات الجنوبية، وبدا أن الطرفان يسعيان إلى إطالة أمد الصراع في اليمن من خلال استقدام وقود جديدة متمثلة في تلك المرتزقة التي تتمتع بكثرتها وقلة تكلفتها.
المنظمة الدولية للبلدان الأقل نمواً قالت في كلمتها أمام الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن المليشيات الحوثية قامت خلال الثلاث سنوات الماضية بتجنيد المرتزقة الأفارقة في اليمن وتدريبهم وتجهيزهم للقتال، وأن العديد من هؤلاء المرتزقة أدولوا باعترافات تثبت ذلك، وأنها تلجأ للاستعانة بهؤلاء من الجزر الإفريقية المحاذية لليمن، ونقلت عن مسئول بمستشفي صنعاء تأكيده على أنهم استقبلوا أكثر من 120 جثة لمجندين أفارقة بينهم أطفال.
وأشارت المنظمة ذاتها، إلى أن مليشيات الإصلاح وتنظيمي القاعدة داعش جندوا أيضاً المئات من المرتزقة القادمين من بلدان القرن الإفريقي في معسكرات تابعة للإصلاح في مأرب، أنهم لجئوا إلى تجنيد الصوماليين المنتمين إلى الجماعات الإرهابية ونقلت المنظمة عن نائب رئيس القنصل الصومالي في عدن حسين محمود تأكيده بان حركة الشباب الصومالية الإرهابية توعدت بإرسال مقاتلين إلى اليمن أنه جرى إلقاء القبض على أربعة صوماليين على صلات بتنظيم القاعدة.
وبدأ الحديث عن تجنيد المرتزقة الأفارقة في اليمن منذ أن عانت مليشيا الحوثي الانقلابية عجزا واضحا في أعداد المقاتلين، بعد فشلها بإقناع القبائل اليمنية في الدفع بمزيد من أبنائها إلى محارق الموت، ما اضطرها للبحث عن بدائل جديدة لتعويض عشرات الآلاف من مقاتليها الذين ألتهمتهم جبهات القتال خلال السنوات الخمس الماضية.
وقامت المليشيا الحوثية بعملية استقطاب مشبوهة لآلاف اللاجئين الذين وصلوا إلى اليمن بطرق غير شرعية عبر سواحل البحرين الأحمر والعربي، في مخطط يكشف عن توجه مستقبلي للاعتماد على المرتزقة الأفارقة من أجل تعويض النزيف الحاد في عناصرها.
وخلال الشهر الجاري كشفت المليشيات الموالية لإيران عن بدء تنفيذ مخططها الجديد، وذلك من الترتيبات لافتتاح مخيم للاجئين الأفارقة في مدينة إب (وسط اليمن)، وبحسب مصادر محلية فإن مليشيا الحوثي خصصت مساحة واسعة تصل إلى 8000 متر مربع، لإنشاء مخيم اللجوء، الذي من المقرر أن يستقبل 1000 لاجئ من دول القرن الأفريقي وفي مقدمتها إثيوبيا والصومال وإرتيريا.
وأضافت المصادر أن المليشيات اختارت أحد التلال المطلة على الضواحي الجنوبية لمدينة إب بالقرب من أحد معسكراتها الخاصة لتجميع وتدريب المقاتلين، مكانا للمخيم، وأجبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهجرة، على تمويل إنشائه.
وأثارت الخطوة الحوثية مشاعر غضب واستياء كبيرين لدى أبناء المحافظة، واليمن عموما، في ظل تزايد المخاوف من عملية استغلال المليشيات للمهاجرين الأفارقة، وتجنيدهم للقتال في صفوفها
وتستغل مليشيا الحوثي تدفق أعداد هائلة من الأفارقة الذين يتخذون من اليمن نقطة عبور نحو دول أخرى في الخليج العربي، للقيام بعمليات استقطاب وتجنيد لهم في حربها ضد الحكومة الشرعية واستهداف الحدود السعودية، بالإضافة إلى قيامهم ببعض العمليات الاستخباراتية.
ورصدت تقارير حقوقية في وقت سابق، قيام المليشيات الحوثية باستقطاب وتجنيد المئات من الأفارقة في صفوفهم خلال العامين الماضيين.